المواطنون بعد «النقل»: «الشارع رجع تانى لينا»
المواطنون بعد «النقل»: «الشارع رجع تانى لينا»
خرج من محطة مترو جمال عبدالناصر، فى طريقه اليومى المعتاد، لا يشغل باله سوى اتقاء الشمس الحارقة، وكيف يتسنى له وكل الأرصفة محتلة من قبل بضائع وباعة جائلين، رفع رأسه عالياً، فإذا بمدخل المترو خالٍ من الباعة على غير العادة، دبت قدمه فى الميدان، فوجد نفسه وحيداً على الرصيف، لا باعة ولا بضائع، فقط عساكر أمن منتشرون فى كل مكان، سأل نفسه «يا ترى إيه اللى بيحصل؟»، وقبل أن يبحث عن إجابة جاءته من مار بالصدفة: «متستغربش، خلاص البلد بقى فيها حكومة، والأوضاع بتاعة زمان مش هترجع تانى».
فرحة عارمة انتابت محمد أنور فور مشاهدته البضائع وقد ارتفعت من الميدان: «الرصيف وسع وحاسس إن مصر رجعت لأيام الأربعينات اللى أنا ماعشتهاش بس يا رب تفضل كده»، قالها الشاب العشرينى وهو ينظر فى كل اتجاه، باحثا عن آثار عنف أو تخريب، لم يصدق أن رفع الإشغالات ونقل الباعة تم دون اشتباكات.
يؤكد عبدالوهاب محمد، أحد الموظفين بالشهر العقارى، أنه لم يتصور سرعة إنجاز مهمة نقل الباعة الجائلين التى كانت تؤرق كل الأنظمة منذ عهد الرئيس الأسبق مبارك ولم تجد لها حلاً: «الرصيف كان مليان بياعين من الإبرة للصاروخ تلاقى كرافتات وشوك وسكاكين ومراوح وكشافات.. حتى المطاوى كانت بتتباع عينى عينك». بينما ترى إيمان سيد أحمد، التى تعمل محامية وأتت للنقابة لعمل بعض الإجراءات، أن نقل الباعة الجائلين قرار سليم والحكومة اختارت الوقت السليم، حسب قولها، ورغم نظرات المارة الشامتة، وعبارات التمتمة بالسعادة التى ستحل على موقف عبدالمنعم رياض، برحيل الباعة الجائلين إلى موقف الترجمان، فإن لـ«مصطفى» موقفاً مغايراً، حيث صرخ «ماتمشوهمش من هنا، دول هما اللى بيحمونى»، محاولة فاشلة لم يكررها عامل النظافة الثلاثينى فى مواجهة قوات الأمن، فوقف باكياً: «أنا بس فارق معايا عشرتهم والرزق اللى بيطلع لى من وراهم».
ملف خاص:
محافظ القاهرة لـ«الوطن» من قلب «عملية الترجمان»: المهمة نجحت.. ولن نسمح بعودة الباعة الجائلين
تحرير «وسط البلد».. «الوطن» ترصد نقل الباعة الجائلين لـ«الترجمان»
الحياة داخل موقف الترجمان: شمس حارقة وفضاء قاتل.. وعسكرى «مالوش أى ذنب»
«سلامة» ينصح زملاءه الجائلين من داخل المقر الجديد: «تعالوا.. والزبون جاى جاى»
«عبدالمنعم رياض».. البضائع اختفت والباعة وقفوا فى أماكنهم: «مستعدين لخسائر فى الأرواح بس محدش يقرب من البضاعة»
إخلاء ميدان التحرير من الباعة الجائلين للمرة الأولى منذ ثورة يناير
الأمن ينتشر فى الخامسة فجراً لنقل الباعة الجائلين من 26 يوليو وشوارع العاصمة
خطة «سيد»: الحكومة صادرت البضاعة.. بس المكان موجود وهارجعله
«بائعه جائلة» تتزعم حركة رفض مغادرة الميدان وتؤكد أنه حقها: «بقالى 60 سنة هنا»