«بائعه جائلة» تتزعم حركة رفض مغادرة الميدان وتؤكد أنه حقها: «بقالى 60 سنة هنا»

«بائعه جائلة» تتزعم حركة رفض مغادرة الميدان وتؤكد أنه حقها: «بقالى 60 سنة هنا»
فى الوقت الذى حمل فيه الجميع بضاعته، خوفاً من بطش البلدية، كعادتها جلست فى البقعة التى اعتادتها طيلة 60 عاماً، تأبى الانصياع لنصائح بائعى «الموقف» بالمغادرة لتكف عنها شر قوات الأمن: «يا حاجة قومى أحسن ما تتبهدلى وييجوا يكسّروا الفرشة عليكِ»، لا تجيبهم «أم صلاح» سوى بإيماءة من رأسها بعلامات الرفض، وبقول واحد: «مش هامشى، هما اللى يمشوا». نحيلة، بعظام هشة، وجسد ضئيل وسن متقدمة، كلها أشياء كانت تشكل جزءاً من حالتها المميزة وسط الميدان، فالمارة ينظرون إليها بشفقة ويوجهون إليها مساعداتهم، تارة بالشراء وأخرى بالعطف عليها، لا يعلم أحدهم أن ابنها الأكبر يجلس على بعد خطوات منها، بائع فى الموقف نفسه، اختار المكان ليراعى والدته ويساعدها فى تكاليف الحياة، ورغم إلحاحه عليها بالجلوس فى المنزل، فإنها ترفض وتصر على الخروج يومياً للعمل. «اللى يجرب يشقى ويتعب عمره ما يحب قعدة البيت، وده حال أم صلاح من يوم ما كانت شابة وإحنا كلنا جينا عليها»، حسب بائعى موقف عبدالمنعم رياض، تشير العجوز بعلامات من يدها لأحد الباعة ليدنو منها، توصيه: «متمشوش، اوعوا تفرطوا فى حقكم، لو مشينا مش هنعيش، اوعوا تسيبونى»، لا تأبى السيدة السبعينية التى لم تعد تتذكر من حياتها سوى «فرشتها» التى تبيع عليها بعض الفطائر المخبوزة و«الجبنة والمش البلدى»، ترى الوقت الذى سيجبرها الأمن فيه على الرحيل هو الذى ستنقطع فيه أنفاسها من الدنيا: «أنا زى السمكة لو خرجت من الموقف أموت.. هما عاوزينا نعيش كويس ولا نموت من الجوع».
عقدت «أم صلاح» نيتها على عدم المغادرة، تؤكد أن الرئيس السيسى لو استمع لقصتها سيتركها مكانها، تخاطبه: «يا ريس إحنا العواجيز اللى انتخبناك، ترضى لينا البهدلة.. قول للحكومة متجيش على الغلبان يا ريس، عاوزة أفضل أصرف على أحفادى وأساعد ابنى بدل ما حد فيهم يبيع مخدرات ولا يسرق أو يقتل».
ملف خاص:
محافظ القاهرة لـ«الوطن» من قلب «عملية الترجمان»: المهمة نجحت.. ولن نسمح بعودة الباعة الجائلين
تحرير «وسط البلد».. «الوطن» ترصد نقل الباعة الجائلين لـ«الترجمان»
الحياة داخل موقف الترجمان: شمس حارقة وفضاء قاتل.. وعسكرى «مالوش أى ذنب»
«سلامة» ينصح زملاءه الجائلين من داخل المقر الجديد: «تعالوا.. والزبون جاى جاى»
المواطنون بعد «النقل»: «الشارع رجع تانى لينا»
«عبدالمنعم رياض».. البضائع اختفت والباعة وقفوا فى أماكنهم: «مستعدين لخسائر فى الأرواح بس محدش يقرب من البضاعة»
إخلاء ميدان التحرير من الباعة الجائلين للمرة الأولى منذ ثورة يناير
الأمن ينتشر فى الخامسة فجراً لنقل الباعة الجائلين من 26 يوليو وشوارع العاصمة
خطة «سيد»: الحكومة صادرت البضاعة.. بس المكان موجود وهارجعله