بروفايل: علاء الديب.. فارس القلم

08:41 م | الجمعة 19 فبراير 2016

«فهمُ الكلمات ومحبتها كان هو المفتاح السحرى الذى يقودنى إلى بهجة العقل ونعيم الفهم والتفكير»، هكذا دوّن علاء الديب، وهكذا وجد فى الكلمات كنزه السحرى بعد أن أخذ يشكلها بحرفية شديدة تنبئ بولادة كاتب كبير. دأب «الديب» منذ ظهوره الأول على العزف بقلمه مقطوعات روائية وتفنيدات نقدية تعكس قدرات قارئ شغوف وكاتب صاحب رؤية، ظلت باقية بالرغم من معاناته تحت أيدى الأطباء فى مستشفى «المعادى العسكرى»، وستظل باقية برغم رحيله الهادئ أمس الأول.

يعتقد «الديب»، صاحب العمود الصحفى بمجلة صباح الخير «عصير الكتب»، أن خلود الكاتب غير مرتبط بالجسد المادى قدر ارتباطه بتراثه الفكرى والثقافى الباقى فى وجدان قرائه وبين ضفاف أعماله، لذلك على مدى 77 عاماً لم تقتصر إسهاماته فى مجال الأدب على عمله فى مجال الصحافة فقط، ولكن بعد تخرجه فى كلية الحقوق جامعة القاهرة بأربع سنوات أصدر أول أعماله، مجموعة قصصية بعنوان «القاهرة»، تلتها مجموعة كبيرة من الأعمال تضمنت خمس روايات منها الثلاثية «أطفال بلا دموع»، و«قمر على المستنقع»، و«عيون البنفسج»، بالإضافة إلى تراجم أدبية وسياسية.

ظهر «الديب» المولود عام 1939 للمرة الأولى من خلال عمود «صباح الخير» الدائم «عصير الكتب»، الذى ورثه عن أسماء أدبية كبيرة على شاكلة فوزية مهران وصلاح عبدالصبور، إلا أنه نجح فى أن يعطى للعمود المذاق الأدبى الخاص به، وتطرّق من خلاله إلى مجموعة كبيرة من الأعمال الأدبية سواء الحديثة أو إعادة القراءة فى أعمال قديمة، مقدماً نبذة عن مائة وأحد عشر كتاباً فى مختلف الأشكال الأدبية بتنوع موضوعاتها.

جاءت مشاركة «الديب» السينمائية الأولى والأخيرة مع المخرج شادى عبدالسلام فى كتابة سيناريو وحوار فيلم «المومياء»، ونُشر حوار الفيلم فى مجلة «القاهرة»، وفى عام 2001 حصل الكاتب الروائى على تكريم الدولة عن مشواره الأدبى بجائزة الدولة التقديرية فى الآداب.

المواقف الصعبة فى حياة «الديب» كانت السبب وراء كتابته سيرته الذاتية بصبغة حزينة بعنوان «وقفة قبل المنحدر.. من أوراق مثقف مصرى»، ويقول فى سطورها الأولى «هذه الأوراق أراها، محزنة، محيرة، وكئيبة. لكنها صادقة، صدق الدم النازف من جرح جديد، هى أوراق حقيقية، كان من الضرورى أن تُكتب؛ لأنها كانت البديل الوحيد للهروب مع أى شيطان أو للانتحار».