بروفايل| «عبدالغفار» مسلسل الأزمات

08:35 م | الجمعة 12 فبراير 2016

يُسابق الزمن لاحتواء تلك النوعية من الأزمات التى تنفجر على دربه بين الحين والآخر، معركة الرجل المزمنة مع الشائعات وأصحاب الهوى، هو يعترف بذلك، ولا ينكر أنه يواجه حروباً متعدّدة الأوجه، أقسى وأشد وطأة من حروبه ضد الإرهاب وقوى الشر المعلنة.

تأتيه الأزمات من حيث لا يحتسب، فلا ينتهى اللواء مجدى عبدالغفار، وزير الداخلية، من أزمة حتى تتفجّر واحدة أخرى، كلها تزاحم جهوده فى معركته الأصلية فى الحرب على الإرهاب.. بالأمس القريب تفجّرت عدة أزمات، منها أو أبرزها أزمة أمناء الشرطة مع أطباء مستشفى المطرية والتصعيد من جانب الأطباء لا يهدأ، ثم تلتها أو واكبتها أزمة مقتل الشاب الإيطالى.. أزمات بتبعات ثقيلة يدرك أنها كافية لعرقلة طموحه نحو إنجاز أمنى بارز.

يدرك المولود فى أغسطس من عام ثورة الضباط الأحرار، مواطن الخلل فى وزارته، ولا يكف عن علاجها، لكنه لا يُخفى انزعاجه من الاستمرار فى استغلالها لغل يده بشكل أو بآخر، عن مهامه الجسيمة، قال إنه يوقّر الأطباء ويقدّرهم، وإنه اتخذ إجراءات مشدّدة بحق أمناء الشرطة، إلا أن الأزمة لم تهدأ، ونفى علاقة الأمن باختفاء الشاب الإيطالى «ريجينى»، وقطع الطريق أمام مزايدات لا تنتهى، لكن قدره أن يبقى باب الأزمات مفتوحاً على مصراعيه فى وجهه.

لكن حيرة الرجل الصارم لا تفارقه، بينما يشعر أن قاربه فى مهب أمواج ورياح طائشة، وهو الذى لا يتوانى عن معاقبة أى متجاوز وترك مصير المتجاوزين فى وزارته فى يد النيابة العامة والقانون، بينما يسبق ذلك دائماً بإجراءات مشدّدة سبق أن أعلن الرجل أنه يتّخذها من قبَل قطاع التفتيش والرقابة، ذلك الجهاز الصارم الذى لا يتوانى عن توقيع عقوبات مشدّدة على أى مخالف أو متجاوز، مثلما أوقف الضابط المسئول عن اقتحام صيدلية والتعدى على مالكها فى الإسماعيلية، عن العمل، للتحقيق معه، وكما أحال أمين الشرطة الذى تداولت مواقع التواصل الاجتماعى فيديو أثناء قبوله الرشوة بالإسكندرية، إلى التأديب الإدارى.

يؤمن «عبدالغفار»، ابن محافظة المنوفية، أن الوزارة ليست فى حاجة إلى الضابط السيئ، وأن الضابط الملتزم أكثر نفعاً من السيئ، وهو يطبّق ذلك عملياً، باستبعاد أى ضابط سيئ من مجال الخدمات الجماهيرية، كما يؤكد ذلك خلال خطاباته واجتماعاته، لكن معركته لا تزال مستمرة، والتجاوزات لا تزال حاضرة على طول الطريق.