بروفايل| صلاح سالم.. المخلد من مجلس قيادة الثورة

كتب: سلوى الزغبي

بروفايل| صلاح سالم.. المخلد من مجلس قيادة الثورة

بروفايل| صلاح سالم.. المخلد من مجلس قيادة الثورة

خلف نظارة سوداء لا تفارقه ليل نهار، من دون معرفة سبب لذلك سوى إضفاء "الهيبة" الملائمة لرجل من مجلس قيادة الثورة، كتب مع أصدقائه من الضباط الأحرار تاريخًا جديدًا في الحياة السياسية المصرية، وخلّد اسمه شارعًا رئيسًا في العاصمة القاهرة.

شارع صلاح سالم، واحدًا من أطول شوارع القاهرة، يمر بثلاث أحياء هي مدينة نصر ومصر الجديدة والعباسية، يبدأ من مطار القاهرة الدولي مرورًا بمصر الجديدة ومدينة نصر وثكنات الجيش والدّراسة حتى ينتهي عند منطقة القلعة، أُطلق اسم أول الراحلين من مجلس قيادة الثورة عليه، لوفاته وقت العمل به.

"الأزمات"، كانت أشهر ما التصق بالضابط المخلد باسمه على أكبر شوارع القاهرة، حيث اشتهر بشغبه الدائم واعتراضه على القرارات التي اتخذها مجلس قيادة الثورة خلال السنوات الأولى لحكم الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، والتي من أبرزها اعتراضه على قرار تأميم قناة السويس، ورؤيته بأن ذلك القرار سيجلب الكثير من المتاعب للبلاد، إلا أنّ الحدث الأبرز كان مطالبته لـ"عبدالناصر" بتسليم نفسه لسفارة بريطانيا إبان العدوان الثلاثي على مصر إنقاذًا لها باعتبار أن ذلك هو الحل الوحيد للموقف من وجهة نظره.

اعترض الكثيرون على مدار 54 عامًا، منذ أن توفي "سالم" في 18 فبراير 1962، على إطلاق اسم صاحب العمر القصير والأزمات الكبيرة على واحد من أكبر شوارع القاهرة، وإغفال العديد الذين ينصفهم التاريخ من مجلس قيادة الثورة وتزيين الميادين والشوارع الكبرى بأسمائهم، رغم تغيير أسماء معالم القاهرة بعد تولي الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، وتبديلها بأسماء من شأنها إنهاء العهد الملكي، فها هو ميدان عابدين يتغير اسمه ليصبح ميدان الجمهورية، ثم يتم تخليد اسم أبو الاقتصاد المصري على اسم ذلك الشارع الذي اشتهر قبل الثورة بـ"سليمان باشا"، علاوة على تسمية بعض الشوارع باسم "بورسعيد" تخليدًا لبطولات أهلها في مقاومة العدوان الثلاثي، إلا أنّ الوحيد من الضباط الأحرار الذي تم تكريمه بأكبر شوارع القاهرة كان "صلاح سالم"، الذي كان أول وزير للإرشاد بعد الثورة.

"الأقصر عمرًا في زملائه"، كان صلاح سالم، الذي أصاب كليته مرض عضال قبل أن يتم عامه الثاني والأربعين، دون أن يكون للطب، آنذاك، قول فصل في حالته، ليغادر الحياة عام 1962، إلا أن اسمه سيظل عبر الأجيال حاضرًا، مهما أبى الرافضون.

 


مواضيع متعلقة