مناقشة "الأوراق الخاصة لجمال عبدالناصر" في معرض الكتاب

11:45 ص | السبت 06 فبراير 2016

شهدت قاعة "كاتب وكتاب" بمعرض القاهرة الدولي للكتاب، أمس، ندوة لمناقشة كتاب "الأوراق الخاصة لجمال عبدالناصر" للدكتورة هدى عبدالناصر، بحضور وزير القوى العاملة الأسبق كمال أبوعيطة، والدكتور محمد بسيوني، أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة، وأدار الندوة الدكتور طلعت إسماعيل.

أكد كمال أبوعيطة، أن تقارير التقييم السرية للزعيم الراحل جمال عبدالناصر، حينما كان ضابطًا في الجيش، كان بها ثناء شديد عليه، حيث أكدت التقارير أنه كان شجاعًا ولم يهرب من المعارك، وهو ما أدى إلى جرحه في إحدى معارك حرب فلسطين.

وأضاف أبوعيطة، خلال ندوة مناقشة الكتاب بقاعة "كاتب وكتاب"، أن المؤسسة العسكرية في مصر ملك للمصريين، والمصريون هم من ينفقون عليها، مشيرًا إلى أن جمال عبدالناصر حينما وصل إلى رئاسة الجمهورية ألغى نظام المراسلة في القوات المسلحة، ولم يقبل بهذا في الجيش المصري، باعتبار أن الجيش كان به نظام المراسلة، وهو أن يتم اختيار أحد المجندين ليكون عمله قضاء حوائج قائده، فجاء عبدالناصر ليلغي هذه المراسلة في الجيش المصري.

وأشار أبوعيطة، إلى أنه سيكون خصيمًا لأي شخص يهاجم جمال عبدالناصر، أو ثورة 23 يوليو، أو ثورة 25 يناير، التي خرجت بمطالب سامية للكرامة والعيش والعدالة الاجتماعية، وهي المطالب التي لم تتحقق حتى الآن، وهي نفس الأهداف التي تبناها جمال عبدالناصر في عهده، منذ ثورة 23 يوليو 1952 التي تعتبر في شكلها وإجراءاتها انقلابًا عسكريًا، إلا أنها جاءت بأبعاد اقتصادية وعدالة اجتماعية، حيث رفع الظلم عن الكادحين من المظلومين في وقت ما قبل الثورة برد حقوقهم إليهم من خلال إعادة توزيع الأراضي على الفلاحين.

وعبر أبوعيطة، عن تخوفه من تحول ثورة 25 يناير و30 يونيو، التي كانتا بمثابة ثورة شعبية نضاهي بها الأمم إلى انقلاب عسكري، بعكس ثورة 23 يوليو 1952 التي بدأت انقلابًا عسكريًا وتحولت بعد انحيازها للشعب وإجراءاتها الاقتصادية والاجتماعية إلى ثورة شعب.

مشيرا إلى أن أن عبد الناصر فى ظل مؤامرة 5يونيو 1967 من قوى الاحتلال لضرب الثورة، إلا أنه لم يرضخ لأصحاب رأس المال فقام بقرار عظيم بحركة التأميمات وتخفيض الحيازة الزراعية من 100 فدان إلى 50 فدان.

ورأى الدكتور محمد بسيوني، أستاذ الإعلام بكلية الإعلام جامعة القاهرة، أن كتاب "الأوراق الخاصة لجمال عبدالناصر" أتى في أجزائه بإعداد سهل وصادق من خلال عرض الوثائق الحقيقية الصادقة، دون أي تلاعب فيها، ويأتي بعدها نقل مكتوب لهذه الوثائق، الأمر الذي يجعلنا نثق في هذه الوثائق؛ لأنها مادة خام تعتبر كنزًا للشباب للتعرف على الطريقة التي كان يفكر بها الرئيس الراحل جمال عبدالناصر.

وأضاف أن الجديد في الكتاب أنه أوضح الصورة الحقيقية التي كان يدير بها جمال عبدالناصر البلاد، حيث عكس الصورة المأخوذة عن عبدالناصر، بأنه الرئيس الذي يصدر التعليمات للجميع، بينما كل شخص في مكانه يحول هذه التعليمات إلى خطوات ووقائع.

وتابع أن هذا الكتاب أوضح أنه لم يكن الوضع على هذا الشكل، ولكن كان الوضع أن كل في مكانه سواء الوزراء أو القيادات الأخرى في الدولة، كل يبدع في مجاله، حتى تحدث أزمة فيتخذ "عبدالناصر" قراراته بعد استطلاع الأراء المختلفة، وهذا هو الأسلوب الذي يدرس في معاهد إعداد القادة، حيث إنه يترك فرصة للإبداع والإضافة على رأيه.

ونوّه بأنه هذه المذكرات تتحدث عن خيانة الإخوان وبعض الأحزاب في عهد عبدالناصر بالتعاون مع الغرب، فضلًا عن خيانة بعض الدول العربية لعبدالناصر في هذا التوقيت، وهو الأمر الذي لم نجده في أي كتاب يفسر الحقائق في هذه الفترة من عمر مصر، حيث إن تحليل المشهد السياسي دائمًا لهذه الفترة لم يكن أبدًا يشرح كيف يكون شكل التخبط في الحياة السياسية بعكس هذا الكتاب الذي أوضح كل شيء بما في ذلك اعتراف جمال عبدالناصر نفسه بأن ثورة 23 يوليو كانت انقلابًا.