بروفايل: «هيكل».. «الأستاذ» مريضاً

كتب: محمد أبوضيف

بروفايل: «هيكل».. «الأستاذ» مريضاً

بروفايل: «هيكل».. «الأستاذ» مريضاً

لم يبرح موضعه لسنوات بجوار مقعد الرئيس، فكان الأقرب إلى «ناصر»، طوال فترة حكمه، ومن خلفه على الكرسى نفسه «السادات»، حتى حالت بينهما «سنوات الخريف والغضب»، ولم يكن بعيداً عن حكم «مبارك» طوال 30 عاماً، ولم يكن أيضاً قريباً كما كان، لكنه عاد ليظهر على السطح من جديد بعد ثورة 25 يناير.. يستشرف المستقبل من خلال الماضى عبر الإعلام، يُبعده «الإخوان»، لكنه لم يبرح مجلسه، ظل يُحلل المستقبل.. الماضى.. الحاضر، حتى يعود ليتبوأ موضعه من جديد، يُسدى النصيحة إلى الشباب فى «تمرد» على الجماعة، خلال 30 يونيو، لم يخفُت لمعانه، رغم أنه دوماً كان ظلاً للسلطة، يثير بكلماته البعض، يزعج البعض، يهادن البعض الآخر، لكن ظل «هيكل»، كما هو، يجمع بين يديه كل الخيوط، يملك الحنكة الصحفية التى جعلت أبناء صاحبة الجلالة يلقبونه بـ«الأستاذ».

كما خطت يداه الكثير من الأنباء عن المشاهير، اليوم يجنى ما كسبت يداه، فمِن صانع الأخبار، أصبح مادتها، تتضارب الأنباء عنه بين الحين والآخر «مات».. «لم يمت»، الجميع يترقب، يرنو إلى الرجل الذى ناهز عمره 93 خريفاً، حتى تخرج عائلته لتؤكد أنه ما زال على قيد الحياة، لكن صحته ليست على ما يرام، «الأستاذ» على فراش المرض، بعدما أنهكته دروب السياسة والصحافة خلال ما يربو على قرن من الزمان، لم يحافظ فيها على ما كان يؤمن به بأن «خيطاً رفيعاً يفصل بين الصحافة والسياسة».

فى عهد الملك فؤاد عام 1923، صدحت صرخات الطفل «محمد»، خرج إلى الدنيا، امتهن الصحافة عام 1942، كان له السبق فى البحث عن الخبر بين أغوار الحرب، أضحى يشرئب نحو صحافة المستقبل مراسلاً حربياً ومحققاً يكتب تحقيقات وقصصاً مطولة، من خلال تغطية الحرب العالمية الثانية، ومنها إلى تغطية حرب فلسطين 1948.

يقوم الجيش بالحركة المباركة، يلتصق بـ«ناصر»، يلمع ظلاً ومؤرخاً لتلك الحقبة، وعام 1957 يترأس تحرير جريدة «الأهرام» العريقة لما يقرب من 17 عاماً، وفى الستينات رأس مجلس إدارة مؤسستى «أخبار اليوم» و«الأهرام»، ثم عُيّن وزيراً للإرشاد، وبعد وفاة «ناصر» عاد لملاصقة السلطة بجوار «السادات»، حتى أخرجه الأخير من «الأهرام» عام 1974، ثم زج به فى السجن فى ما عُرف بـ«اعتقالات سبتمبر» عام 1981.

فى دعوة على الإفطار يلتقى «مبارك»، لكنه يرفض -حسب روايته فى كتابه «من المنصة للميدان»- أن يعود إلى موقعه كظل للسلطة، وأن يكون قريباً من رئيس آخر لمصر، بعدما عاصر ملكين و7 رؤساء جمهورية، وخرج ليطل من قناة «الجزيرة» الفضائية ضيفاً دائماً لبرنامج أسبوعى يستعرض فيه تاريخه، ويحلل الأحداث الجارية، ومن «الجزيرة» إلى شاشات الفضائيات المصرية بعد الثورة.


مواضيع متعلقة