بروفايل: «صيام».. خارج البرلمان

11:40 م | الثلاثاء 09 فبراير 2016

«أنا نائب ولست عضواً، ولا وجه للتفرقة فى نداء المُعينين بالعضو، والمنتخبين بالنائب»، كانت تلك هى أول عبارة ينطقها المستشار سرى صيام «تحت قبة البرلمان» وحملت مرارة شديدة، رداً على مذيع الجلسة الداخلى، الذى خاطبه بـ«العضو المعين» لتأدية القسم الدستورى.. حينها لم يكن يعلم أن غضبه سيستمر ليدفعه إلى مغادرة حرم القبة البرلمانية بعد ثلاثين يوماً فقط، ليحدث جدلاً فى الأوساط البرلمانية والعامة، يبدو أنه سيستمر لوقت طويل.

«هيبتى كقاضى القضاة، جعلتنى أستقيل»، كانت تلك العبارة الجاهزة رداً حاسماً وموجزاً لكل من يسأله عن أسباب استقالته المفاجئة من عضوية مجلس النواب.. فى اليوم الأول للجلسة الإجرائية للبرلمان، كان «صيام» يشغل منصب رئيس مجلس القضاء الأعلى للمنصة العلوية، التى يوجد عليها مقعد رئيس المجلس، كان يُمنى نفسه بأن يكون قاضى القضاة رئيساً للبرلمان، ولكن قراره بعدم الترشح لهذا المنصب، باعتباره جاء معيناً بقرار جمهورى وليس بإرادة شعبية لم تسمح له بذلك.

يبدو أن «صيام» المولود فى أبريل 1941 فى القليوبية، أسرَّها فى نفسه وفى كل مرة كان يتحدث فيها المستشار فى القاعة الرئيسية، لا بد من حدوث مبارزة كلامية وسجال قانونى بينه وبين الدكتور على عبدالعال، رئيس المجلس، قائلاً له: «أنا أتعجب منك، طلبت الكلمة أكثر من مرة ولم تعطها لى».

وصلت المناوشات بين المستشارين «عبدالعال» و«صيام» الذى شغل منصب نائب رئيس محكمة النقض ثم مساعداً لوزير العدل إلى أقصاها، عندما منح رئيس المجلس الكلمة لـ«صيام» فى محاولة منه لإرضائه، إلا أن الأخير أحرجه بقوله: «انا ما طلبتش الكلمة»، لم يظهر «عبدالعال» أى انفعال، لكنه لم يختر مع هيئة المكتب «صيام» ليكون عضواً فى لجنة إعداد اللائحة، ولم يدعُه لحضور زيارات الوفود الأجنبية والعربية لمقر مجلس النواب، الأمر الذى وصفه «صيام» بأنه «إقصاء وتهميش متعمد».

حاول «صيام» أن يحافظ على كرامته، وذهب إلى مقر مجلس النواب، حاملاً ظرفاً مغلقاً به استقالته، سلمها لأمين عام المجلس، قائلاً له سلمها لرئيس المجلس، متجاهلاً بذلك «عبدالعال»، ولائحة المجلس التى حددت طريقة استقالة عضو البرلمان، ليخرج فارس القضاء من ساحة البرلمان قائلاً: «لن أعود لهذا المجلس، حتى لو رُفضت استقالتى، آن الأوان أن أستريح بعيداً عن هذه الأجواء».