بروفايل| "الفاشي".. دونالد ترامب خاسر تمهيديا

بروفايل| "الفاشي".. دونالد ترامب خاسر تمهيديا
بشرته البيضاء تداركها ألوان عدة عند حديثه أو الشروع في التفكير، ملامحه الأوربية ليست جامدة كالمعتاد عنها فلا يظهر إلا وصاحبته تعبير مستهزأة أو مستنكرة أو غاضبة أو منهمكة في تفكير يسبق عواصف يخرجها فمه بين اللقاء والآخر، وأخيرا الخاسرة.
دونالد ترامب، الموصوف بالمرشح الأوفر حظًا في السباق الجمهوري ليكون مرشحًا في انتخابات الرئاسة الأمريكية العام المقبل، ظهر على ساحة السباق الرئاسي من أشهر قليلًا شاهرًا سيفه في وجه الإسلام والمسلمين، متخذه سُلمًا لصعود درجات البيت الأبيض بالضغط على الزر الأضعف في ثقافته، بمناداته بمنعهم من الدخول إلى الولايات المتحدة.
"الفاشي".. لقبًا جديدا التصق به أطلقه البعض حتى من داخل حزب صاحب كتاب "أمريكا المريضة، كيف نستعيد عظمة أمريكا"، نظرًا لما يحمله من كراهية للأجانب وعداء صريحًا للمسلمين، وبغيضته التي طالت "المكسيكيين" بعد مهاجمته لمهاجري هذا البلد في الولايات المتحدة ووصفه له بـ"المجرمين" انتقص من الدرجات الواصلة للبيت الأبيض وجعله مثيرا للاشمئزاز لدى الكثير من الأمريكيين، بمن فيهم المحسوبين على المحافظين.
ويضاف "الخاسر" إلى ألقابه الجديدة، بعد أن خسر توافق سياسي محلي وعالمي بتنديد البيت الأبيض بتصريحاته واعتبارها "خطأ من الناحية الأخلاقية"، ودليلا على أنه "غير مؤهل ليكون رئيسا" للولايات المتحدة، وإعلان مجموعة لاندمارك الإماراتية سحب منتجات ترامب من متاجرها، حتى طالته سخرية جريدة "ديلي نيوز" التي خصصت صفحتها الأولى لدونالد ترامب بعد تصريحاته، وفي رسم كاريكاتيري أظهرت ترامب وهو يحمل سيفا ورأس تمثال الحرية.
وتُرجمت خسارته على الصعيد العالمي إلى المحلية الأمريكية، بعد هزيمته، اليوم، في المرحلة الأولى في الانتخابات التمهيدية للرئاسة الاميركية، والتي تعد محطة شاقة للمرشحين الأوفر حظًا في استطلاعات الرأي، وبدأت بالانتخابات في ولاية "آيوا"، فتعد رسميا عملية اختيار كل حزب مرشحه لخوض السباق الرئاسي، وانتصر سناتور ولاية تكساس المحافظ تيد كروز عن الجمهوريين.
عملاق الاستثمارات العقارية لم تصل أصوات مؤيديه في تلك الانتخابات إلى نسبة استثماراته التي تقدر بنحو 9 مليارات دولار، وعلامة على أنه صالح اقتصاديًا فقط، حيث ولد ترامب عام 1946 من فريد ترامب مستثمر عقارات في نيويورك، وله 5 أبناء من 3 زوجات، ودرس الاقتصاد والتحق بشركة والده وأصبح مديرها عام 1971 ثم أسس شركاته، واشتُهر عبر برنامج تليفزيوني.