بروفايل: إدوارد الخراط.. ثائر الأدب

12:13 ص | الأربعاء 02 ديسمبر 2015

عاش عاشقاً لـ«ترابها الزعفران»، رافضاً لـ«الحيطان العالية»، التى حاربها بقلمه وهدمها بكلماته، عندما ضفّر من موهبته موجات عاتية ضرب بها شوط الأدب. وأعلن بوضوح ثورته على كل ما هو تقليدى، متمسكاً بالسيدة العذراء لتلقى بهالة من ضوئها المقدّس، طوال 89 عاماً ظل فيها إدوارد الخراط راسخاً فى عالم الأدب، ليقرر أخيراً الموت أن ينهك ما تبقى من جسده المحارب بعدما رفض الاستجابة لجميع التدخلات الطبية، ليُفضل الرحيل فى هدوء شديد لا يختلف عن هدوء حياته. مكتبة هائلة تضم بين طياتها جميع أنواع الآداب، صورة للسيدة العذراء، ومكتب تتراص على سطحه مسودات لتيار مختلف من الأدب العربى أسس له «خراط» منذ بداياته فى عالم الثقافة، تزامنت مع تخرّجه فى كلية الحقوق جامعة الإسكندرية عام 1946، فمجموعة كبيرة من العوامل تدخّلت فى تكوين وجدان الكاتب الكبير، أبرزها كانت جذوره القبطية التى تعود إلى الصعيد، بجانب مولده فى مدينة الإسكندرية عام 1926، ظل شاهداً على مجموعة كبيرة من الأحداث التاريخية والسياسية الفارقة فى تاريخ مصر، فمع انضمامه إلى الحركة الوطنية الثورية فى الإسكندرية تعرّض للاعتقال عام 1948، ما بين معتقلى «أبوقير» و«الطور» لمدة عامين، احتسبها «الخراط» خبرة تضاف إلى خبراته السابقة. ما بين العمل فى أكثر من جهة، بدءاً فى مخازن البحرية البريطانية بالإسكندرية، مروراً بالعمل فى البنك الأهلى، ثم شركة التأمين الأهلية، ثم وصولاً إلى عمله مترجماً فى السفارة الرومانية بالقاهرة، تأخر صدور العمل الأول لتصدر أول مجموعة قصصية بعنوان «الحيطان العالية» عام 1959، ليقرر فى عام 1983 أن يتفرّغ نهائياً للكتابة بعد نجاحه فى تأسيس تيار جديد فى القصة العربية. خلال حياته قدّم ما يقرب من 50 عملاً، تنوع بين الروائى والشعرى والنقدى، بالإضافة إلى ترجمة مجموعة من المسرحيات والدراسات إلى اللغة العربية، ليحصل عام 1973 على جائزة الدولة التشجيعية ووسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى، ليبقى كل شىء كما كان بالنسبة له، رغم الرحيل.