بروفايل: «غطاس».. من المعتقل إلى البرلمان

كتب: أحمد العميد

بروفايل: «غطاس».. من المعتقل إلى البرلمان

بروفايل: «غطاس».. من المعتقل إلى البرلمان

عما قريب سيرتدى الدكتور سمير غطاس بذلته الأنيقة ويتمم على رابطة عنقه وشعره الأبيض الكث، وسيخطو بخطواته الجريئة من الباب العريض أسفل القبة البرلمانية المصرية، ليصل إلى المقعد الذى لم يشكل له سوى محطة جديدة من محطاته فى العمل السياسى الذى بدأه منذ نحو 4 عقود مضت.. ولم لا وقد حسم مقعده البرلمانى من الجولة الأولى فى الماراثون البرلمانى مكتسحاً منافسيه فى دائرة مدينة نصر؟

«مبروك لمدينة نصر التى أسقطت أباطرة المال السياسى وانتصرت لصوت الحق والحرية، أشكركم من كل قلبى، وأدعو الله أن يعيننى على حمل الأمانة».. 23 كلمة خرج بها «غطاس» على مؤيديه عبر صفحته الرسمية على «فيس بوك»، معلناً اكتساحه فى الجولة الأولى من الانتخابات البرلمانية وانهيار أباطرة المال السياسى، داعياً ربه بأن يعينه على حمل الأمانة التى اعتُقل من أجلها 5 مرات من عام 1977 إلى عام 1986 حتى لُقب بـ«ضيف المعتقل السنوى» وتغنى باسمه الشاعر أحمد فؤاد نجم والشيخ إمام فى أغنية «صباح الخير على الورد اللى فتح فى جناين مصر».

نضال «غطاس»، الذى شغل منصب رئيس منتدى الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية، ومدير مركز مقدس للدراسات الاستراتيجية، لم يقتصر على مصر فقط، وإنما امتد إلى فلسطين، فقد ألحق نفسه بالثورة الفلسطينية فى بيروت عام 1977، وكان قيادياً فى حركة فتح، وتخفّى تحت اسم حركى يُدعى «محمود أبوحمزة» رغم كونه مسيحياً، حتى أربك هذا الاسم المستعار بعد نحو أربعين عاماً من إطلاقه ناخبى دائرته الذين ظنوه مسلماً وأضحت ديانته محط جدل بين ناخبيه على «فيس بوك»، ولم يكن «أبيض الرأس» عضواً عادياً فى الثورة الفلسطينية، بل تقلد أعلى وأخطر المواقع القيادية فيها، إذ تولى مسئولية مكتب حركات التحرير ومساعد ومستشار الشهيد أبوجهاد أبرز قيادى فى تاريخ حركة فتح، ثم كان مستشاراً للرئيس الفلسطينى الراحل ياسر عرفات.

سجله النضالى العسكرى حافل بالكثير من العمليات الفدائية أبرزها أسره لثمانية جنود إسرائيليين فى البقاع بلبنان عام 1982 ولا تزال أوراق هويتهم بحوزته حتى الآن، وبعد محطات عدة مر عبرها خلال سنوات عمره الـ67 نجح فى الانتخابات البرلمانية بحصده 53971 صوتاً بنسبة تشكل 58% من أصوات الناخبين بدائرته.


مواضيع متعلقة