بروفايل| بان كى مون.. رجل «القلق» والإدانة

10:39 م | الخميس 26 نوفمبر 2015

عينان ضيقتان، تظهران من خلف نظارة طبية بيضاء، وتتوسطان وجهاً دائرياً يعلوه شعر أبيض كثيف، وُلد صاحبه فى الجمهورية الكورية التى عانت ويلات الحروب والصراع بين أمريكا والاتحاد السوفيتى سابقاً.. بان كى مون، الأمين العام للأمم المتحدة «رجل الشجب والإدانة الأول»، الذى يتيح له منصبه اتخاذ إجراءات وقرارات حاسمة، قد تُوقف إراقة الدماء فى العالم، لكنه لا يريد أن يُدخل نفسه فى دائرة مصالح الدول الكبرى، يتحدث قليلاً عندما يتعلق الأمر بإحدى الدول الكبرى فى العالم أو حلفائها، لكنه سرعان ما يخرج ليعلن مطالبه وما يجب أن تفعله كل دولة من أجل أن تحصل هذه الدول الكبرى على ما تريد.

طالب «مون» السلطات المصرية بضرورة وضع جدول زمنى منتظم لفتح معبر رفح بين غزة ومصر أمام حركة الأشخاص، لا سيما الحالات الإنسانية، حسبما يسمح به الوضع الأمنى. لكنه فى الوقت ذاته، نسى أو تناسى ما يحدث منذ ما يقرب من 3 أشهر فى الضفة الغربية وقطاع غزة من دهس المواطنين الفلسطينيين واعتقالهم والتنكيل بهم، ونسى أيضاً أن يُعرب حتى عن تعازيه لضحايا الهجوم الإرهابى، أمس الأول، فى سيناء من القضاة وأفراد الشرطة.

وكان الأمين العام للأمم المتحدة قد وجه حديثه لمصر أيضاً قبل أيام، عندما أعرب عن قلقه لمقتل وإصابة متسللين غير شرعيين سودانيين على الحدود الشمالية الشرقية لمصر ومطالبته بإجراء تحقيقات فى هذا الشأن، لكنه لم يلفت النظر إلى أن هؤلاء تسللوا بطريقة مخالفة للقانون وغير شرعية، كما لم يلتفت إلى المعاملة السيئة التى يتلقاها هؤلاء المتسللين عندما ينجحون فى الوصول إلى إسرائيل للعمل هناك.

وُلد الأمين العام للأمم المتحدة فى كوريا الجنوبية عام 1944، وحصل على درجة البكالوريوس فى العلاقات الدولية من جامعة سول الوطنية فى عام 1970، وفى عام 1985 حصل على درجة الماجستير فى الإدارة العامة من مدرسة كينيدى العليا للإدارة فى جامعة هارفارد. وقبل انتخابه لشغل منصب الأمين العام، كان السيد «بان» وزير بلده للشئون الخارجية والتجارة، وفى فترة خدمته فى الوزارة على مدى 37 عاماً، أسندت له وظائف فى نيودلهى وواشنطن العاصمة وفيينا، وتولى المسئولية عن حقائب وزارية مختلفة، منها مستشار السياسة الخارجية للرئيس.