بروفايل| «بان كى مون» دبلوماسى تحت الاختبار

بروفايل| «بان كى مون» دبلوماسى تحت الاختبار
يحمل وجهه هدوءاً لا يعرف التقلب أبداً، يحاول إرضاء الجميع سعياً لإنهاء أزمة أو نزاع، وما بين انتقادات وثناء يسير ثابت الخطى، لا يعير الآخرين انتباهاً، وكل ما يدور فى خلده إنهاء الأزمة سريعاً وإرضاء كل الأطراف دون النظر للأضرار الجانبية، للدرجة التى جعلت منظمة «هيومان رايتس ووتش» توجه الانتقادات إليه أكثر من مرة، وتتهمه بالفشل فى الدفاع عن حقوق الإنسان.
يجد الأمين العام للأمم المتحدة، بان كى مون، نفسه فى وضع حرج هذه المرة، فالعالم لا يشهد أزمة واحدة وإنما سلسلة أزمات تهدد النظام العالمى كله وخريطة القوى والصراعات السياسية فى العالم، إلى درجة تجعله غير قادر على التقاط أنفاسه ما بين أزمة وأخرى، اليوم أزمة فى دول الربيع العربى، وغداً صراع أمريكى روسى فى أوكرانيا، يليهما توغل «داعش» بقوة فى العراق وسوريا، وأخيراً الحرب الإسرائيلية على غزة.
«تتغير الأحداث والأزمات ويبقى الرد واحداً»، إنها المقولة الأكثر تعبيراً عن سياسات الأمين الثامن للأمم المتحدة، التى اعتاد الرد بها دوماً على الانتقادات الموجهة إليه: «استخدم الدبلوماسية الهادئة ومارس ضغوطاً من أجل وقف الانتهاكات التى تحدث»، لكنه ذات مرة وجد نفسه بشكل مفاجئ وغير متوقع عاجزاً عن الرد على اتهامات مسئولة خدمات المراقبة الداخلية فى الأمم المتحدة، التى أكدت أنه «تعمد إعاقة عملى المكلف بمكافحة الفساد فى الأمم المتحدة، وأعماله ليست مؤسفة فقط، وإنما تستحق العقاب أيضاً».
«كى مون» وصل أمس إلى القاهرة قادماً من الدوحة بعد لقاء أمير قطر، تميم بن حمد، فى إطار المساعى الدبلوماسية لإنهاء العدوان الإسرائيلى على غزة، لكنه كعادته يأتى على الأرجح خالى الوفاض دون مقترحات جديدة تُذكر، يأتى فقط لتأكيد دعم الأمم المتحدة للمبادرة المصرية لوقف إطلاق النار، دون أدنى محاولة لإلقاء اللوم على إسرائيل بسبب انتهاكاتها المتواصلة.
حين تولى «كى مون» منصبه، خلفاً لـ«كوفى عنان»، علت التوقعات بتنامى دور الأمم المتحدة فى الصراعات التى تندلع فى أنحاء العالم، كونه يحمل فى يده خبرة 37 عاماً قضاها فى مناصب حساسة فى بلاده كان آخرها منصب وزير خارجية كوريا الجنوبية، خاصة أنه نجح طوال فترة توليه المنصب فى الحفاظ على السلام فى شبه الجزيرة الكورية رغم التوترات، ليأتى العدوان الإسرائيلى بمثابة اختبار لقدرات الدبلوماسى الذى قاد محادثات السلام بين بلاده وكوريا الشمالية لسنوات طويلة.