بروفايل: «تواضروس».. عام «التجليس» الثالث

كتب: مصطفى رحومة

بروفايل: «تواضروس».. عام «التجليس» الثالث

بروفايل: «تواضروس».. عام «التجليس» الثالث

تعلق قلب الطفل الصغير بالجلوس داخل «الدير»، قادته قدماه إليه فى صباه، قبل أن يقرر أن يهب حياته لله ناسكاً فى صحراء وادى النطرون، وهو فى شبابه، متخلياً عن اسمه الأصلى «وجيه صبحى»، حاملاً اسم «الراهب ثيوؤدور»، قبل أن يضعه القدر مجبراً على كرسى مارمرقس الرسولى فى يوم ميلاده، وهو شيخ فى الستين من عمره وقد صبغ الدهر سواد شعره شيباً ليحمل من جديد اسم «البابا تواضروس الثانى»، وهو الاسم الذى يعنى «عطية الله».

ثلاثة أعوام مرت على «تواضروس»، وهو جالس على السدة المرقسية، دخل المقر البابوى يحمل فى جعبته الكثير للوطن والكنيسة، خاض التجربة وهو يصلى: «أبانا الذى فى السماوات، ليتقدس اسمك، ليأت ملكوتك، لتكن مشيئتك، كما فى السماء كذلك على الأرض».

مرت الأيام ثقيلة، ولكن لم يخفت نشاطه، أوكل لنفسه مهمة التطوير وتنظيم شئون الكنيسة، وحدد أهدافه وبدأ التطبيق، قاد السفينة بحذر الربان وسط الأمواج التى تتلاطم فيها، حاول إنعاش قلب الكنيسة المعتل، وتجديد شبابها، رغم المتربصين به وبأفكاره داخل الكاتدرائية المرقسية بالعباسية، والشائعات التى تطارده. عاد «تواضروس» يتمتم بالصلاة من جديد، وهو يرى الوطن يموج باطنه بثورة تلوح فى الأفق: «ولا تدخلنا فى تجربة، لكن نجنا من الشرير»، بدأ عهده بالانسحاب من تأسيسية دستور الإخوان، فحُرقت الكاتدرائية لأول مرة فى التاريخ، وانتهى بهم الحال وهو واقف وسط قادة عزلهم من الحكم، متصدراً مشهد الثورة، لتدفع الكنيسة والأقباط ثمن حريتهم بحرق كنائسهم ومنازلهم. تحولت زيارات «تواضروس» الرعوية للخارج إلى زيارات سياسية، يطالب فيها القادة والحكام والسياسيين وشعوب العالم بدعم مصر، لا يطلب شيئاً يخص كنيسته ورعاياه من الأقباط.


مواضيع متعلقة