بروفايل| «أردوغان».. السلطان «الجائر»

10:29 ص | الثلاثاء 03 نوفمبر 2015

كسب رهانه وعاد من جديد لتصدر المشهد فى الحياة النيابية التركية، بعد أن خسر حزبه «العدالة والتنمية» أغلبيته البرلمانية خلال انتخابات يونيو 2015، وكان له ما أراد ونجح الرئيس التركى رجب طيب أردوغان فى استعادة أغلبيته مرة أخرى فى انتخابات الأول من نوفمبر، ليخطو خطوة كبيرة نحو تحويل بلاده إلى النظام الرئاسى، أملاً فى استعادة صلاحياته التى اعتاد عليها منذ أن كان رئيساً للوزراء. «أردوغان»، الذى ولد فى حى «قاسم باشا» فى مدينة «إسطنبول»، على بعد خطوات من استعادة أحلام السلطنة العثمانية التى تسيطر عليه، بعدما أصبح الرجل صاحب النفوذ السياسى الأقوى فى تاريخ تركيا الحديثة بعد مؤسس الجمهورية كمال أتاتورك. وأمضى الرجل الأقوى فى الدولة التركية طفولته فى منطقة ريزه على ساحل البحر الأسود، إذ كان والده ضابطاً فى خفر السواحل، ثم عاد إلى إسطنبول مراهقاً، نال شهادة فى إدارة الأعمال ولعب فى كرة القدم بشكل شبه احترافى فى ناد «إسطنبولى»، وتولى رئاسة بلدية «إسطنبول» فى 1994 وواجه مشاكل كبرى فى المدينة الضخمة التى تضم 15 مليون نسمة كزحمة السير الخانقة وتلوث الهواء. شارك فى التظاهرات الاحتجاجية لدى حظر الحزب الإسلامى الذى كان ينتمى إليه، وسجن 4 أشهر للتحريض على الحقد الدينى بعد تلاوته قصيدة إسلامية، وفى 2001 أسس «أردوغان» إلى جانب حليفه عبدالله جول، حزب «العدالة والتنمية» المنبثق من التيار الإسلامى، وفاز فى كل الانتخابات منذ 2002.

فى 2003، تولى «أردوغان» رئاسة مجلس الوزراء. وبعد 2013، وانقلب كثيراً تجاه المعارضة، وكشف عن وجه استبدادى عندما قمع مظاهرات «تقسيم» فى يونيو 2013، وحاصر وسائل الإعلام المعارضة له بعد فضيحة الفساد الكبرى التى هزت تركيا فى سبتمبر من العام ذاته، وتدخل فى أعمال القضاء، واتخذ قرارات قمعية تجاه رجال الشرطة. انتخب رئيساً للجمهورية فى أغسطس 2014، وفاز قبلها حزبه بالانتخابات البلدية.

أفشل «أردوغان» مفاوضات تشكيل حكومة ائتلافية مع أحزاب المعارضة، ودفع نحو انتخابات مبكرة، وبالفعل فاز بها الحزب فى مفاجأة كبيرة، ليخرج أمس الأول وتجاعيد وجهه المرهقة انفرجت أساريرها، ويؤكد أن الشعب اختار الاستقرار.