بروفايل| "ياني".. سفير السياحة المصرية العالمي

05:28 م | السبت 31 أكتوبر 2015

بميكانيكية شديدة تتحرك أنامله على البيانو، يحدث صخبًا ساحرًا تتطاير معه خصلات شعره السوداء، فيما تتحد معه الحشود بعد أن نجح في تحويل الموسيقي للغة تخاطب الروح والنفس على أقدم بقاع الأرض، تحت سفح الأهرامات يقف أبو الهول شامخًا حين تلقي الأضواء ظلالها عليه، ليحقق بذلك الحفلة الحلم الذي ظل يراوده على مدى 30 عامًا، ويقول ياني "أول أغنية لي في أول ألبوم غنائي صدر منذ 30 عامًا، حملت اسم (أبو الهول)، علمت بداخلي أن الشاب الصغير من مدينة كالاماتا في اليونان، سيقطع كل هذا الطريق ليصل للأهرامات العظيمة في مصر".

حولت زيارة الموسيقار العالمي ياني أنظار العالم إلى مصر، في إطار حفلته للمنطقة العربية حيث يقدم حفلًا بالإمارات يوم 6 نوفمبر، ولم تقتصر زيارته على تقديم حفلين بمسرح "الصوت والضوء" بمنطقة الأهرامات فقط، لكنه زار عددا من الأماكن الأثرية منها المتحف الكبير، والأهرامات، وشارع المعز، ليعلن عن إعداد مقطوعة موسيقية خاصة من أجل مصر يرسل من خلالها رسالة للشعب المصري يعبر فيها عن حبه واحترامه، خاصة بعد تنصيبه سفيرًا للسياحة المصرية من قبل وزير السياحة هشام زعزوع.

في مدينة كالاماتا باليونان ولد الموسيقار الصغير ياني كريسماليس عام 1954، ليجد إلهامه في أصابع البيانو وهو لم يتجاوز الست سنوات، ليستمر معه في رحلة تجاوزت الـ 35 عامًا، وهو ما استمر معه بعد التحاقه بجامعة مينوسوتا في الولايات المتحدة الأمريكية لدراسة علم النفس، من خلال انضمامه لفرقة روك "كامليون" استطاع من خلالها أن يطور أسلوبه الموسيقي وينفتح على أكثر من تجربة موسيقية، وبعد تخرجه بعام واحد أصدر ألبومه الموسيقي الأول "متفائل" عام 1980، ليعود لليونان مرة أخرى عام 1994 ويقدم ألبوما بعنوان "في الأكروبوليس" ليحصد من خلاله 35 جائزة ويبيع 7 مليون نسخة حول العالم.

انفتح ياني من خلال الموسيقى على مجموعة كبيرة من الثقافات، منها الهندية والصينية وغيرها، واستخدم النغمات والآلات الشعبية لتلك البلدان، وأطلق من خلالها ألبوما بعنوان "العرقية" عام 2002، فهو يحاول من خلال الموسيقى أن يختصر الكثير من اللغات ليحاكي بها الأرواح، فالموسيقى بالنسبة له هي اللغة الأقدم في التخاطب وهي الشغف المتواصل الذي يجمع حوله الإنسان وهو ما عمل على ترسيخه من خلال 21 ألبوما موسيقيا له.