بروفايل| جيزال خوري.. محاورة الرؤساء وعمالقة الشعر والتلحين

كتب: محمود عباس

بروفايل| جيزال خوري.. محاورة الرؤساء وعمالقة الشعر والتلحين

بروفايل| جيزال خوري.. محاورة الرؤساء وعمالقة الشعر والتلحين

تجلس على كرسيها هادئة تبدو عليها ثقة كاملة بنفسها، تطرح السؤال تلو الآخر وكأنها تطلق رصاصات تصيب بها هدفا محددا في مقتل، تنتظر الإجابات من ضيوفها لتذهب منها إلى مناطق أكثر سخونة، تارة تدخل في حوار كلاسيكي مع أحد عمالقة الموسيقى الذي دخل قلوب الملايين من أقصر أبوابها، وأخرى تقتحم بلاط القادة والسياسيين لتناقش معهم أمورا معقدة دون أن تعبأ بجاه أو لقب أو منصب.

جيزال خوري.. الإعلامية اللبنانية التي ولد عشقها لمهنة الصحافة من رحم الحرب الأهلية التي جرت في بلادها أواخر الثمانينيات، حيث اتخذتها وسيلة لرفض العنف والحرب، بدأت مسيرتها التليفزيونية في قناة "إل بي سي"، وقدمت العديد من البرامج الثقافية وبرامج الألعاب والأفلام الوثائقية قبل أن يذيع صيتها كأحد أبرز مقدمي البرامج الحوارية السياسية في عدد من القنوات العربية.

الحديث الذي أجرته خوري مع الرئيس عبدالفتاح السيسي اليوم، من خلال برنامج "المشهد" على قناة "بي بي سي العربية"، لم يكن الحوار الأول لها مع رئيس مصري، حيث التقت قبل ذلك بالرئيس الأسبق حسني مبارك، الذي اختصها بحديثين تليفزيونين في أوقاتٍ متباعدة، ما جعلها تصرّح بأنها "لن تنسى مبارك"، وأن أجواء الحوار كانت تتسم بالمرح والبساطة، فضلا عن العلاقة الطيبة التي نشأت بينهما في أعقاب حواراتهما، خاصة عندما بعث مبارك برسالة لها عبر السفير المصري، يدعوها فيها للإقامة بمصر وتقديم برامج تليفزيونية هنا بعد رحيل زوجها.

حوار الإعلامية اللبنانية مع الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة خلال برنامج "حوار العمر" على قناة "إل بي سي" كان من العلامات البارزة في حياتها، حيث روت أن ذلك الحوار نتج عنه علاقة كبيرة بينهما، رغم رفضها إجراء ذلك الحوار في البداية، حيث روت أنه كان من المقرر أن يقف بوتفليقة فوق منبر يعلوها بدرجة كبيرة فيما تجلس هي على طاولة أسفل المنبر، وهذا ما رأته غير لائق، وانتهى الأمر بتنفيذ الرئيس الجزائري لرغبتها وإجراء الحوار بالشكل الذي تريده.

"قد يكون تأثير الرؤساء أقل من الشعراء"، كلمات أعربت بها خوري عن منطقة خاصة في حياتها الإعلامية، تمثلت في الشاعر محمود درويش، والذي سبق لها وأن أجرت معه حوارا تليفزيونيا لقناة "إل بي سي" اللبنانية، ووصفته بأنه "من أرقى الناس التي يمكن مقابلتهم في الوطن العربي، وأنه خجول وراق بفكره وتصرفه"، علاوة على لقاء آخر لها مع الموسيقار زياد الرحباني، والذي اتسم بقدر كبير من القوة والعذوبة في آنٍ واحد.

لقاء الإعلامية جيزال خوري مع ريبال الأسد، ابن عم الرئيس السوري بشار الأسد، في أغسطس الماضي، كان آخر المناطق المثيرة للجدل في مسيرتها الإعلامية، حيث لاقت العديد من الاتهامات بالمساهمة في تحسين صورة النظام السوري، رغم أن ذلك النظام هو المتهم الأول في اغتيال زوجها الكاتب الصحفي والمفكر اللبناني سمير قصير عام 2005، نظرا لمقالاته المنتقدة للرئيس السوري بشار الأسد ونظامه.


مواضيع متعلقة