ساعات قليلة تفصلنا عن انطلاق كأس الأمم الأفريقية المعروفة باسم «الكان».. البطولة التى لها مكانة خاصة فى قلب كل مصرى وخاصة عند أبناء جيلنا الذين يرتبطون بذكريات وتفاصيل لا تُنسى مع تلك البطولة بفضل هؤلاء الذين من بعدهم لم تصبح الكان هى نفس الكان التى نعرفها..
الأستاذ إبراهيم حجازى..
أحد أفضل رؤساء تحرير المطبوعات الرياضية فى الصحافة المصرية على مدار تاريخها.. كان سابق عصره أو على طريقة محمد رمضان فهو من يستحق بحق أن نطلق عليه جملة «أنا اللى برسم الطريق وانتم اللى بتمشوا عليه».. إبراهيم حجازى أسطورة صحفية لم ولن تتكرر، رائد صناعة الأعداد الخاصة، أول من أدخل الـCD أو الأسطوانات المدمجة فى الصحافة المصرية، أحد أهم أسباب انتشار ونجاح لعبة الإسكواش فى مصر طوال تلك السنوات بفضل فكرته العبقرية فى تنظيم بطولة الأهرام الدولية.
فى مثل هذه الأوقات وقبل انطلاق كأس الأمم الأفريقية أو البطولات الرياضية الكبرى، كنا نشترى عدد «الأهرام الرياضى» بالحجز.. كنت أدفع ثمن العدد لبائع الجرائد قبل صدوره بأسبوع لكى يحتفظ لى بنسخة.. أكاد أجزم أن الأعداد الخاصة لمجلة «الأهرام الرياضى» لم ولن يوازيها أى تغطية صحفية أو تليفزيونية أخرى، من حيث كم الأخبار والأفكار والصور والمعلومات، برغم وجود عشرات المواقع والقنوات الرياضية المتخصصة الآن.. رحم الله إبراهيم حجازى الملهم والمعلم والسابق لعصره.
الأستاذ حسام فرحات..
صانع أول ستديو تحليلى مصرى ومؤسس قناة النيل للرياضة.. مكتشف النجوم فى مجال التعليق والتحليل الكروى.. على محمد على، حاتم بطيشة، طارق الأدور، خالد لطيف، طارق رضوان، سماح عمار، منى عبدالكريم، وآخرين كان له الفضل فى ظهورهم.. حسام فرحات ترك النيل للرياضة منذ سنوات وهى على القمة، وبعيداً عن المتسبب فى وصول القناة للحالة التى هى عليها الآن، أجد فى الحديث عن هذا الإعلامى الكبير فرصة لأناشد المسئولين فى ماسبيرو والعاملين فى نايل سبورت، إعادة اكتشاف القناة من جديد.. أنتم تمتلكون منجم ذهب ولكن لا تعرفون كيف تستفيدون به بالشكل الأمثل.. القناة تمتلك مكتبة وأرشيفاً يحلم به أى صانع محتوى.. انظروا للبلوجرز الذين يمتلكون شرائط لـ50 و60 مباراة قديمة، كيف يصنعون بها محتوى يجلب لهم ملايين المشاهدات والمتابعين، فما بالك بقناة تمتلك مئات المباريات والبطولات والأحداث المهمة.. اصنعوا من «نايل سبورت» قناة «ماسبيرو زمان» جديدة.. أعيدوا ترتيب المكتبة والأرشيف من جديد ودشِّنوا منصات وصفحات جديدة للقناة على مواقع التواصل وأغلقوا الصفحة المزيفة التى تحمل اسم القناة على موقع تويتر التى تؤجج الفتن بين جماهير الأندية المختلفة.. فقط صدِّقوا أنكم تمتلكون كنزاً حقيقياً، ووقتها ستعود «نايل سبورت» لمكانتها التى تستحقها وستكون القناة رقم 1 على مواقع التواصل الاجتماعى بدون أدنى شك.
على سيرة الأستاذ حسام فرحات، وجب ذكر وتحية نجوم الإعلام الرياضى فى التليفزيون المصرى الذين تربينا على متابعة برامجهم وتغطيتهم المتميزة لبطولات أفريقيا.. وعلى رأسهم الإعلامى القدير فايز الزمر والأساتذة هشام رشاد ومحسن نوح ومصطفى عبده ومصطفى الأدور وحازم الشناوى ومحمود معروف.
محمود بكر وحمادة إمام..
برحيلهما خسر التعليق المصرى الكثير.. صوتهما كان يشعرك بالدفء والونس.. مفرداتهما وقفشاتهما المحفورة فى أذهان الجميع كانت تعطى لبطولة أفريقيا ومباريات المنتخب تحديداً سحراً وبريقاً مختلفاً، وذلك فى وقت يجب أن نعترف فيه وبكل صراحة وحيادية أن مصر تعيش الآن فى أزمة كبيرة اسمها التعليق الكروى.