فى تفتيش حرب الفرقة الرابعة المدرعة الاسبوع الماضى ظهرت القدرة الرشيدة لجيش رشيد .
جيش دولة لا تعتدى .. فيما تحوز فى الوقت نفسه الكفاءة والقدرة على حماية الحما وصون الثغور .
تعمل مصر وفق ثوابت واخلاقيات .
العمل والتنمية اولا .. بالتوازى مع صون الارض .. والتعامل بحذر مع معادلات سياسات اقليمية ودولية ، لا تخلو من مكائد ، ولا تتوقف عن المؤامرات .
كل خيوط المعادلات وكل قياس الخطوط فى عقل رئيس الدولة المصرية .. بالورقة والقلم .. وبالارقام .. وبالاحاطة لما فى الكواليس .. وماتحت الطاولات .. وحتى ما يدور فى الافنية الخلفية .
مرة اخرى ، نظرة سريعة على خريطة المنطقة ، الملتهبة فى الشرق والغرب والجنوب ، تعرف اين تقف مصر ، وتعرف قدرة مصر ، وتعرف ايضا ملامح الستر الالهى لتلك البقعة من الارض .
لا تدخل الدول مراحل الاستقرار بالحظ ، ولا تستمر فى طريق التنمية بالصدفة .
لم تستعيد مصر مكانا ومكانة بعد مرحلة ما بعد 2011 وحتى 2013 الا بالعمل والخطة .. والقيادة الوطنية ، والتفكير للمستقبل وفق فهم جيد لمعادلات السياسة والطموحات الاقليمية شمالا وشرقا وغربا ، ووفق مفهوم حقيقى عملى لمعنى التنمية والبناء .
فى مؤتمر اتحاد الصناعات ارسل عبد الفتاح السيسى رسائل طمأنة للداخل المصرى .. ورسائل تحذير للخارج .
مصر دولة ذات سيادة ، لا تمس ، ولم تمس ، ولن تمس .
ومصر .. لم يحدث ان وقفت ساكنة او عاجزة عن صون كرامتها وهيبتها وارضها فى كل ما دخلته من معارك على مر التاريخ .
الرسالة شديدة الوضوح .. اذ ان جر مصر الى ما لا تريده لن يحدث ولا يمكن ان يكون مطروحا من الاساس .
تعرف مصر اين تضع ارجلها ، وتعرف ايضا ما لا يمكن ان تحيد عنه من ثوابت .
حقوق الشعب الفلسطينى اهم الثوابت المصرية . وفى الازمة الدائرة استطاعت مصر وضع القواعد .. وارغمت العالم على اقرار دخول المساعدات للفلسطينين .
الدور المصرى ايجابى .. الان وفى القادم .. ومنذ بدأت القضية الفلسطينية .. وبلا مزايدات .
لا حلول تراها مصر الا وفق العدل والشرعية .. لذلك كان التحذير من اتساع نطاق الازمة لو استمرت .. او اذا اراد لها بعضهم ان تتوسع .
اروقة الادارة المصرية منذ اندلعت الازمة فى 7 اكتوبر خلية نحل . جهودا كبيرة لاجل الاستجابة الى مطالب ومتطلبات اكثر من 2 مليون فلسطينى فى غزة تحت الحصار دون ماء او وقود ودون زاد او زواد ، ودون حتى مواد طبية ودون ادنى مستلزمات الاسعافات الطبية .
ترى القاهرة ان ما ادت اليه جهودها بالتوصل الى استدامة ادخال 40 شاحنة يومياً للقطاع لا يكفى . تعمل مصر على المزيد من المساعدات ، ومزيدا من الجهود لايقاف حملة الابادة على شعب فقير بلا سلاح .. ولا قدرة على الاستمرار فى الحياة .
لكن المؤكد ان الفلسطينين سوف يستمرون .. و سوف يصمدون .. وسوف لن يرحلون عن الارض .
وبينما تمر الأيام شديدة الصعوبة على الفلسطينين فى الاراضى المحتلة ففي المقابل تتهاوى اسرائيل .. ويتهاوى نتنياهو .. وتتهاوى الة الحرب الاسرائيلية رغم ما لها من تجبر و مالديها من جبروت .
لا تبدو الامور فى الداخل الاسرائيلى سهلة يسيرة .. قضت هذه الازمة على حكومة نتنياهو وعلى نتنياهو وعلى كل الصقور فى اسرائيل .
انهار اى مستقبل سياسى لبنيامين نتنياهو .
تترنح اسرائيل من الداخل ، ويترنح نتنياهو الذى تحاصره مطالب اسر اكثر من 250 اسرائيلى فى حوزة الفصائل فى غزة .
لجوء اسرائيل لعملية برية شاملة ، سوف يغرس ارجل اسرائيل فى الدماء اكثر .. ويغرزها فى مواجهة لن تحقق منها مكاسب .. اكثر ما تحقق فيها من مزيدا من الدماء المراقة .. والارتدادات العكسية على اسرئيل نفسها ايضا .
امريكا مازالت تطالب نتنياهو بتحديد معنى " النصر " من اجتياح غزة .
يقول نتنياهو انه يريد القضاء على المقاومة . لن يستطيع نتنياهو ، ولا غيره القضاء على مشاعر وثوابت التمسك بالارض والعرض .