مع كامل احترامى للصراع الدائر بين عدد من المطربات مؤخراً حول أحقية كل منهن بلقب «صوت مصر»، لا أجد من يستحق هذا اللقب خلال الفترة الأخيرة سوى قناة «القاهرة الإخبارية» التى نجحت أن تكون بحق صوت مصر الحقيقى فى مختلف دول العالم، وليس أصدق على ذلك مما قامت به المحطة فى تغطيتها المتميزة لتصاعد الأحداث الأخيرة فى قطاع غزة، وكيف نجحت فى أوقات كثيرة فى أن تكون المصدر الأساسى للمعلومة والخبر داخل كبرى المحطات ومواقع الأخبار العالمية، آخرها مساء الاثنين الماضى أو ليلة صوت مصر، حين شعرنا جميعاً بالفخر ونحن نشاهد لوجو وشعار «القاهرة الإخبارية» يتصدر شاشات «cnn إنترناشيونال وفرانس 24 وسكاى نيوز وتليفزيون الاحتلال» وغيرها من المحطات التى نقلت عن «القاهرة» لقطاتها الخاصة والحصرية لعملية وصول السيدتين المحتجزتين من جانب المقاومة الفلسطينية لمعبر رفح وتسليمهما للسلطات الإسرائيلية عبر وساطة مصرية، حينها أدركت عبقرية اختيار «القاهرة» عاصمة مصر لتكون اسماً لأول قناة أخبار مصرية إقليمية.
نجاح القاهرة الإخبارية الحقيقى من وجهة نظرى ليس فى مشاهدة اسمها وشعارها على شاشات أكبر المحطات العالمية، ولكن فى وصولها للبسطاء وفى مشاهدتها داخل البيوت فى الأرياف وعلى المقاهى ومحلات البقالة الصغيرة فى الشوارع والمناطق الشعبية، وهؤلاء هم الترمومتر الأكثر صدقاً لقياس النجاح.. باختصار هؤلاء تابعوها لأنهم صدّقوها.. تابعوها لأنهم شعروا أنها تنقل الحقيقة وتتحدث بلسانهم وبلغتهم وبطريقتهم.. تابعوها لأنها لا تحمل أجندات دول معادية ولا تدس السم فى العسل ولا تخدم مصالح دول أجنبية، ولذلك لم يكن غريباً أن يستبدلوها بقنوات إخبارية عربية أخرى تربوا عليها واعتادوا متابعتها من 10 و20 سنة.
نتحدث عن محطة تكمل بعد 72 ساعة عامها الأول فقط، وكعادة أى مولود جديد يستغرق وقتاً حتى يتعلم المشى، ولكن القاهرة الإخبارية وُلدت وهى تجرى لأنها لم تكن تمتلك رفاهية الوقت الذى قد تحتاجه لتعلم المشى.. فبعد 3 شهور فقط من التحضيرات، وجدت نفسها سريعاً على التراك تخوض منافسة شرسة فى بعض الأوقات وغير شريفة فى أوقات أخرى مع قنوات ومؤسسات إعلامية يقف وراءها دول وتنظيمات تكره مصر ولا تتمنى لأى كيان يحمل اسمها أى خير.. تحملت كمّ تنظير وسخافات وكسر مجاديف تهد الحيل، ولكنها بالعامية المصرية «سدّت ودانها وبصت قدامها» وقررت أن تنجح وتحفظ لمصر مكانتها وهيبتها الإعلامية التى تستحقها، وهو ما تحقق بالفعل.
على مدار العام الماضى لم تخذل «القاهرة الإخبارية» متابعيها فى أى حدث، بداية من حرب روسيا وأوكرانيا، مروراً بالقرارات الثورية التاريخية للرئيس قيس سعيد فى تونس، والقمة العربية فى السعودية، وأحداث ليبيا والسودان، والانتخابات التركية، وأخيراً العمليات العسكرية فى غزة.. موجودة على الأرض، كاميراتها ومراسلوها فى كل مكان، سرعة ودقة فى تداول الأخبار، تحليل عميق ومتزن للأحداث، والأهم من كل ذلك أنها ساهمت فى صناعة نجوم جدد أمام الشاشة وخلفها فى مختلف التخصصات، وأبسط دليل على ذلك أنك بإمكانك أن تنزل الشارع الآن وتسأل عن أسماء منى عوكل ودانا أبوشمسية وولاء السلامين، وستعرف مدى الشعبية والجماهيرية التى أصبحت تتمتع بها نجمات ومراسلات وبطلات «القاهرة الإخبارية» فى فلسطين.
الجميل فى «القاهرة الإخبارية» أنها لم تلجأ للحلول الجاهزة وتستقطب الأسماء الكبيرة فى المحطات الإخبارية العربية المنافسة كما فعلت تلك المحطات وقت تأسيسها، كما أنها لم تلجأ لتفريغ شاشة «إكسترا نيوز» من كوادرها ونجومها مثل شادى شاش وخلود زهران ونانسى نور ولما جبريل وآية عبدالرحمن، ولكنها حافظت عليهم فى مكانهم لرغبتها فى عدم تأثر «إكسترا نيوز» بظهور القناة الجديدة وحفاظها على ثقلها ومكانتها التى حققتها فى الشارع خلال السنوات الأخيرة، فعملت «القاهرة الإخبارية» على تقديم توليفة وخلطة متميزة بين الشباب وأصحاب الخبرة، أعادت اكتشاف الإعلامى محمد عبدالرحمن وقدمته فى الإطار والشكل الذى يستحقه ويليق به وبإمكاناته. القناة أهدت مصر اسمين أكاد أجزم أنهما الأفضل فى مجال التغطيات الإخبارية فى مختلف المحطات العربية وهما أحمد أبوزيد وتامر حنفى.. القناة صنعت نجمة أثق بأنها ستكون الأفضل فى مجالها على المستوى العربى والإقليمى فى ظرف سنوات قليلة وهى آية لطفى.. المحطة ساهمت فى بزوغ نجم همام مجاهد ورغدة أبوليلة ومارينا المصرى وكمال ماضى وفيروز مكى وإيمان الحويزى ورغدة منير وداليا أبوعميرة الذين يزداد بريقهم وتوهجهم يوماً بعد الآخر، «القاهرة الإخبارية» لم تنس أيضاً نجوم التليفزيون المصرى الذين منحوا شاشتها ونشراتها ثقلاً وتميزاً مثل خيرى حسن وأميمة تمام وحسانى بشير ودينا سالم.. كما نجحت القناة فى استقطاب عدد من الوجوه العربية المتميزة مثل السورية أمل مضهج والعراقى رعد عبدالمجيد والأردنية داما الكردى واللبنانية دانيا الحسينى.
«القاهرة الإخبارية» لم تكتفِ باستوديوهاتها فى العاصمة المصرية وسعت لافتتاح مكاتب واستوديوهات لها فى عدد من عواصم العالم، وعلى رأسها نيويورك ولندن، والأخير تحديداً تقدم من خلاله جمانة هاشم أحد أفضل برامج المحطات الإخبارية عموماً خلال العام الماضى، ولو كان هؤلاء هم النجوم أمام الشاشة فخلفها يقف نجوم آخرون لا يقلون تميزاً وتوهجاً وإخلاصاً واحترافية ومهنية، منهم على سبيل المثال لا الحصر الدينامو كريم أسامة، ومدير العمليات ندى واصف، ورئيس تحرير النيوز رووم المركزية شادى جمال، ومدير المونتاج والتقارير الإبداعية سمر أباظة، ومدير تطوير البرامج مارينا إسحق، ومدير القطاع الهندسى أحمد مجدى، والـExecutive director محمد عادل حسنى، ومدير قطاع الديجيتال أحمد صياد الذى تفوّق على المحطات الإخبارية العربية الأخرى فيما يُعرف باستوديو الموبايل وقدم محتوى راقياً يليق بحجم واسم أول قناة أخبار مصرية إقليمية ومنها الموجز الإخبارى اليومى الذى يحمل اسم «ماذا يحدث اليوم بفلسطين؟»، ويُبث بأكثر من 5 لغات مختلفة، منها الإنجليزية والفرنسية والإسبانية والروسية والألمانية.
وخلف كل هؤلاء يقف المايسترو أو قائد أوركسترا «القاهرة الإخبارية» أحمد الطاهرى، رئيس قطاع الأخبار فى الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، الذى عرف كيف يوظف الفريق لصالح خدمة الكيان ويبث فى كل فرد فى المجموعة روح المسئولية وأن كل عضو بالفريق دوره كبير ومهم ولا يقل عن رئيس القطاع نفسه.. أجمل ما فى «الطاهرى» وفريقه أنهم لا يشبعون من النجاح، لديهم نهم دائم للتعلم والاستفادة من أخطاء وخبرات الآخرين، ولذلك لم يكن غريباً أن تقرأ خبراً عن استعداد «القاهرة الإخبارية» لإطلاق إصدار جديد لها باللغة الإنجليزية، وكذلك معمل هو الأكبر من نوعه فى العاصمة الإدارية لاستخدام تقنية «ai» أو الذكاء الاصطناعى، بالإضافة لاستقطاب نجوم جدد لشاشة المحطة، وفى مقدمتهم المحترف عمرو خليل، وهذا هو قدر من يسعى للنجاح والتميز ولا ينظر تحت قدميه ويكتفى بما حققه فقط، بل يتطلع دائماً للمستقبل.. شكراً لـ«القاهرة الإخبارية» وطاقمها ونجومها المتألقين، وكل سنة وأنتم أكثر نجاحاً وإخلاصاً واحترافية.