قصة الحاج محمود: عاصر ملكين و7 رؤساء ويمين دستورية واحدة

قصة الحاج محمود: عاصر ملكين و7 رؤساء ويمين دستورية واحدة
لم يكن يهتم على الإطلاق بالجلوس أمام الراديو أو التليفزيون لسماع حلف اليمين أو تسليم السلطة لملك أو رئيس طوال عمره البالغ 86 عاماً، لكن الحاج محمود عبدالرحمن سعد الإدكاوى، الذى عايش ملكين و7 رؤساء تعاقبوا على حكم مصر، جلس، أمس، أمام التليفزيون منذ الصباح الباكر، ليشاهد مراسم تسليم السلطة للرئيس عبدالفتاح السيسى، وهو فى منتهى الفرح. مع دخول الرئيس السيسى لقاعة المحكمة الدستورية، انتفض الحاج «محمود» من على مقعده داعياً له: «الله يوفقك وينصرك فى الحكم يا سيسى»، ثم يصمت قليلاً ليكمل: «كانت البلد بتضيع والنهارده مصر رجعت تانى للطريق الصح، بعد ما كانت بتضيع فى عهد الإخوان والرئيس المعزول محمد مرسى».
يستمع الرجل العجوز باهتمام إلى كلمة نائب رئيس المحكمة الدستورية المستشار ماهر سامى، يظهر المستشار عدلى منصور الرئيس السابق المؤقت، يثنى الحاج «محمود» على «منصور» قائلاً: «عدلى منصور قاضى عظيم وكان رئيس محترم، تولى مسئولية البلد فى ظروف صعبة جداً، وإحنا نثق فى القضاة والمحكمة الدستورية العليا التى جاءت بالرئيس المؤقت وتمتلئ بالكثيرين من أمثاله».
لمعت عين الرجل الشيخ حين تقدم المشير عبدالفتاح السيسى لأداء القسم الجمهورى أمام كاميرات التليفزيون، وقال: «أرى شخص عبدالناصر فى المشير السيسى، يا رب يبقى عند حسن ظننا فيه، ويشتغل والبلد تفوق من الكابوس اللى دخلت فيه، عشان الناس الغلابة تشتغل وتلاقى الأكل وظروف الناس تتحسن».
يعود الحاج «محمود» ابن قرية أريمون بمركز المحمودية بالبحيرة، بذاكرته إلى أيام الملك فؤاد الأول، حينها كان طفلاً يرى جيرانه وأقاربه فى وضع اقتصادى متدنٍ، ولا يوجد مصدر دخل أمامهم سوى العمل باليومية فى التراحيل وأعمال الإنشاءات أو السخرة عند «الأكابر» وأعيان الإقطاع، يقول: «لم نعرف الانتخاب، ولم يكن أحد يعلم شيئاً عن السياسة، وكان أغلب الناس غير متعلمين، وكنا مهمشين، ورغم ذلك كانت هذه الأيام فيها بركة والأسعار كانت رخيصة والعملة المصرية كان لها قيمة». يتذكر الحاج محمود، عهد الملك فاروق الأول، ملك مصر والسودان، حينما حاول أبناء قريته للمرة الأولى أن يشاركوا فى الانتخابات البرلمانية بدائرة المحمودية، وساروا على أقدامهم مسافة 10 كيلومترات، حتى يصلوا إلى صندوق الاقتراع بدوار العمدة، وكان الملك يريد أن يمرر نائباً برلمانياً بعينه ويمنع أحمد السكرى، المرشح على المقعد من الفوز لأن له شعبية كبيرة بين الفلاحين «الناس اتجمعت ومشيت على دوار العمدة وأعلنت غضبها، وفى النهاية اتضرب عليهم نار من الإنجليز والغفر ومحدش أدلى بصوته».
أما ثورة 23 يوليو 1952، فيعتبرها الرجل الثمانينى انتفاضة لنصرة الفلاحين والفقراء فى مصر، يقول «لما قامت الثورة الناس فرحت لأن عهد الملك فاروق كان فيه فساد، وكان فيه ظلم على الفلاحين، وناصر أنصف الفلاحين وبدأ الفلاحين الغلابة اللى فى القرية عندنا ينتبهوا إلى السياسة لأن وضعهم المادى أصبح أفضل، عرفوا يعنى إيه انتخابات مجلس النواب، وكانوا بيشاركوا بس بنسبة ضعيفة».
وعن رحيل «ناصر» وتولى الرئيس محمد أنور السادات يقول الرجل «فى الفترة دى كان الفلاحين وعوا للسياسة، واهتموا بالانتخابات، لأن التليفزيون بدأ ينتشر فى المنازل وتحولنا من متابعة الرئيس فى الإذاعة إلى التليفزيون، وأصبح اهتمام الناس الذين يعيشون فى القرى والنجوع النائية البعيدة عن القاهرة أكثر فى السياسة وتسمع عن أخبار الأحزاب».
«المصريين فى بداية حكم كل رئيس يتفاءلون، لكن عهد مبارك كان فيه ظلم خاصة فى آخر حكمه»، هكذا لخص الحاج محمود رأيه فى الفترة التى تلت اغتيال الرئيس السادات، وبدء عهد الرئيس المخلوع محمد حسنى مبارك.
جاءت ثورة 25 يناير، وبعدها كما يقول الرجل «اتفتحت ماسورة حلف الأيمان الدستورية»، مضيفاً: «بقت الوزارات بتتغير والحكومات بتتغير وأكثر حاجة بقينا بنسمعها فى الإعلام حلف اليمين، جه الرئيس محمد مرسى والشعب خلعه، وجاء عدلى منصور ثم جاء الرئيس السيسى اليوم حتى يبدأ عهد جديد وأتمنى أن يكون خليفة الرئيس الراحل أنور السادات».
الأخبار المتعلقة:
المحكمة الدستورية: «الرئيس» يقسم فى حماية احتفالات الشعب على الرصيف
«السيسى» يؤدى اليمين أمام 13 قاضياً ويتسلم السلطة من «منصور»
بروفايل| قاعة «المر».. مقصد الرؤساء
«السيسى».. الرئيس الخامس فى حياة المقرئ أحمد نعينع
من «عدلى منصور» لـ«عبدالفتاح السيسى».. أول وثيقة تسليم طوعى للسلطة فى مصر
«الرئيس»: آن الأوان لنصنع مناخاً أكثر استقراراً يؤسس لمرحلة العمل الجاد.. و«منصور» لـ«المشير»: أثق أنكم ستنجحون فى تحقيق الآمال
مستشارو «منصور»: «حجازى» مختفٍ و«حجى» يعود لـ«ناسا»
بروفايل| ماهر سامى.. «خطيب الدستورية»
«السيسى» يفرس «الإخوان» على الأرض.. وفى «الهاشتاج»
«محلب» لـ«الوطن»: استقالة الحكومة أمام «السيسى» خلال ساعات
مصدر أمنى: الخطة الأمنية لها بالغ الأثر فى خروج حفل التنصيب بشكل يليق بمصر
مصادر: «على» سيترك منصب المتحدث العسكرى الأسبوع المقبل
مصر بين 6 رؤساء سابقين: «فرح وحزن وغضب وتهديد وخوف»
المحافظات تخرج على أنغام «بشرة خير».. والنشطاء: دقت ساعة العمل
احتفالات «التحرير» و«الاتحادية»: الآلاف يطلقون الزغاريد والألعاب النارية ترحيباً بـ«الرئيس السيسى»
مصادر دبلوماسية: حضور السفير القطرى «أمر بروتوكولى»
الإحباط يسيطر على قواعد «الإخوان» خلال حلف اليمين
يمين دستورية واحدة فى عامين: 2012 يعكس معنى «الفوضى».. و2014 يقر مفهوم «الدولة»
المعارضون والمؤيدون فى حفل التنصيب: «التجمع والمصريين الأحرار» مع «الدستور والكرامة»
أهــلاً بالدولة: 10 مشاهد من يوم «التنصيب»: «السيسى» يبدأ «مهمة الإنقاذ»