كلهم منسي: الرائد محمد عبدالفتاح.. "شهيد القدر"

كتب: هيثم البرعى

كلهم منسي: الرائد محمد عبدالفتاح.. "شهيد القدر"

كلهم منسي: الرائد محمد عبدالفتاح.. "شهيد القدر"

فى مساء الأربعاء 11 يناير 2017، أرخى الليل ستائره على مدينة العريش فى شمال سيناء، وكان الرائد محمد عبدالفتاح عبدالجواد، الضابط بقسم العريش ثان، يقف فى أحد الكمائن بالمدينة، بالقرب من مستشفى العريش العام، وفجأة مزّقت السكون الذى يخيّم على المكان أصوات طلقات نارية كثيفة أطلقت بشكل عشوائى على الكمين من خلال مجموعة إرهابية من التكفيريين، مما أسفر عن استشهاد الرائد محمد، بعد مدة خدمة فى العريش، بدأها بطلبه الانتقال إلى هناك، وانتهت برصاص الغدر.

وبالعودة إلى الوراء بنظام «الفلاش باك»، فقبل ساعات قليلة، من عصر اليوم نفسه، أجرى الشهيد اتصالاً مع أهل بيته، اطمأن خلاله على زوجته وأبنائه الثلاثة، وأخبرهم بأنه سيعود إليهم فى اليوم التالى، فى إجازة لم يحدّد مدتها وتركها للقدر الذى كتب عودته شهيداً ملفوفاً فى علم مصر.

الشهيد محمد عبدالفتاح عبدالجواد تخرج فى كلية الشرطة عام 2012، والتحق بقطاع الأمن العام بمديرية أمن الفيوم، ثم بعدها طلب الانتقال إلى شمال سيناء للعمل هناك، وحين تمّت الموافقة على طلبه كاد يطير فرحاً.

كان من المقرّر أن تبدأ خدمة الشهيد فى مساء يوم الأربعاء، لكنه نزل منذ الصباح، بديلاً لأحد زملائه، الذى طلب منه ذلك حتى يتمكن من السفر، ووافق الشهيد، وعصراً أجرى اتصالاً بأسرته أخبرهم بأنه سيراهم فى اليوم التالى، وأغلق هاتفه، وبحلول المساء استُشهد فى الهجوم الغادر.

وصل جثمان الشهيد إلى مسقط رأسه بمحافظة الفيوم، وشارك الآلاف فى تشييع جثمانه، فى جنازة مهيبة، من مسجد فاطمة إلياس، المواجه لمقر مديرية أمن الفيوم، بحضور الدكتور جمال سامى، محافظ الفيوم الأسبق، ومدير أمن الفيوم الأسبق، والمستشار العسكرى للمحافظة، ولفيف من القيادات التنفيذية والأمنية.


مواضيع متعلقة