كلهم منسي.. العميد أحمد العشماوي "خبير مفرقعات" استشهد صائما

03:15 م | الأربعاء 27 مايو 2020

الساعة تُشير إلى الـ8 من صباح يوم 30 يونيو 2014، انتهى العميد أحمد أمين عشماوي، الضابط بالمفرقعات، من صلاة الضحى، ودّع زوجته وبناته الثلاث، ثم اتجه قاصدا محل عمله، على أمل العودة للإفطار مع الأسرة، فى صلاة المغرب، فاليوم يوافق الثاني من رمضان المعظم.

بعد ساعات قليلة من وصوله إلى مكان عمله، تلقى بلاغا من عمليات مديرية أمن القاهرة، باشتباه الخدمات في جسم غريب بتقاطع شارعي الميرغني والأهرام بمصر الجديدة، وبالانتقال، تبين أنها عدة عبوات مفرقعة، تمكن الشهيد من إبطال مفعول 2، بينما انفجرت الثالثة، واستشهد صائما، كما استشهد فى الحادث الشهيد العقيد محمد لطفي، وأُصيب آخرون منهم اللواء علاء عبد الظاهر.

وشيّع الآلاف من أهالي مركز مشتول السوق بالشرقية، جنازة الشهيد العميد عشماوي، بحضور قيادات المحافظة التنفيذية والأمنية.

تخرّج الشهيد في كلية الشرطة عام 1990، وكان من الأوائل على دفعته، والتحق بقطاع الأمن العام على قوة قسم شرطة المطرية، وبعدها نُقل للإدارة العامة للمرور وخدم بوحدة مرور الدراسة، ثم عمل بمعهد مندوبي الشرطة بعين شمس، ثم التحق بإدارة الحماية المدنية حتى الاستشهاد، عام 2014.

ودرّس الشهيد في عدة معاهد شرطية، وحصل على شهادات تفوق وتكريم من مختلف الجهات الشرطية، تقديرا لتفانيه طول مدة خدمته التى امتدت لـ24 عاما، كما شارك أثناء عمله فى تفكيك أكثر من 90 عبوة وقنبلة وإبطال مفعولها، ضاربا أروع أمثلة الاحترافية فى الأداء، والإخلاص فى العمل.

قبل الحادث بيومين، كانت انتهت كبرى بناته إسراء من امتحانات الثانوية العامة، حيث كان حريصا على توصيلها ذهابا وإيابا من مدرستها، لكن القدر لم يسعفه ليشهد تفوقها وحصولها على المجموع الذي وعدته به.

وفي يناير 2015، بالتزامن مع أعياد الشرطة، كرّم الرئيس عبدالفتاح السيسي، أسرة الشهيد البطل، تعبيرا عن دوره وتقدير الدولة له ولمسيرته العملية، التى ستخلد اسمه فى قوائم الشرف.