كلهم منسي: الرائد أحمد سمير.. شهيد يودع شهيدا

كلهم منسي: الرائد أحمد سمير.. شهيد يودع شهيدا
شهيد يودع شهيداً.. وشهيد يدافع عن شهيد.. هذا ديدن العمل القتالى فى وزارة الداخلية، مصنع الرجال الذين تحمّلوا ما تنوء عن حمله الجبال فى مقاومة الإرهاب والخارجين على القانون.. إن ساقتك الصدفة فى طريق مصر الإسكندرية الصحراوى، وتحديداً فى الكيلو 10، ستجد على يمينك معسكراً كبيراً للأمن المركزى، يحمل اسم قطاع الشهيد الرائد أحمد سمير الكبير، الذى يستحق التكريم لما قدمه من تضحيات خلال عمله، ولما عُرف عنه من إقدام وشجاعة، جعلته ركيزة فى عمليات أمنية حساسة بمختلف المحافظات.
الرائد أحمد سمير الكبير، ضابط بإدارة العمليات الخاصة بقطاع الأمن المركزى، من أسرة متوسطة لأب موظف وأم طبيبة، ويكبره شقيقه «عبدالله» ضابط بإحدى الجهات، متزوج ولديه من الأبناء محمد وعمر، استشهد وتركهما عام 2013، وكبيرهما عمره 4 سنوات.
وفى خضمّ الأحداث والعمليات الإرهابية التى شهدتها البلاد عقب إسقاط محمد مرسى، كان من بين ضحايا التنظيم الإرهابى وأعوانهم، الشهيد العقيد محمد مبروك، مسئول النشاط المتطرف بقطاع الأمن الوطنى، وأكدت التحريات اختباء عدد من العناصر الإرهابية المنفذة لاغتياله داخل وكر بمدينة قها التابعة لمحافظة القليوبية، وتم إعداد مأمورية لضبطهم شارك فيها الرائد أحمد سمير الكبير.
وقبل أن تنطلق القوات إلى الهدف المحدد، أجرى الشهيد اتصالاً بوالدته، طالباً منها الدعاء قبل المشاركة فى المأمورية. وبمجرد الوصول إلى الموقع المحدد لها، بدأت القوة التعامل مع الإرهابيين، وتبادلوا إطلاق النيران، وتمكنت الشرطة من القضاء على عدد منهم، كما أسفر ذلك عن استشهاد البطل أحمد الكبير بعد إصابته بطلق نارى فى الرقبة. وشيّعته الأم التى طلب منها الدعاء بقلب مؤمن راضٍ بقضاء الله.
شارك فى العمليات بسيناء
قبل هذه العملية بشهرين، كان الشهيد من بين عناصر القوات الخاصة المشاركة فى الحملة الأمنية على بؤر الإرهاب والتطرف فى مدينة كرداسة، حيث طلب من مديره المشاركة فى العملية رغم عدم مرور أيام على عودته من مأمورية عمل فى سيناء، وأبلى فيها بلاء حسنا، حتى كتب الله له الشهادة.