حكاية إفّيه| «تسمحى يا مدام تقلعى»

حكاية إفّيه| «تسمحى يا مدام تقلعى»
- حكاية إفيه
- فيلم الستات ما يعرفوش يكدبوا
- رمضان
- رمضان 2019
- السينما
- نجيب الريحانى
- حكاية إفيه
- فيلم الستات ما يعرفوش يكدبوا
- رمضان
- رمضان 2019
- السينما
- نجيب الريحانى
فى ظلام السينما، يجلس «نوح» إلى جوار قريبته «ليلى» يشاهدان الفيلم المعروض أمامها، يشعر «نوح» أن ثمة شيئاً يلدغه فى قفاه، يستدير ليجد أحدهم لا يتوقف عن قزقزة اللب، وبصق قشره عليه: «هى مقلة اللب اللى فى جيبك مالقيتش صفيحة زبالة غيرى؟»، يسأل «نوح» ليتذمر الرجل: «إيه يعنى؟ دلقت عليك الجاز؟ عُصت بدلة سعادتك دمعة؟ قشرتين لب وخلاص.. كفرنا؟»، تنهر «ليلى»، قريبها «نوح»، بدعوى التسبّب فى فضائح لها، وما يكاد يصمت، حتى تجلس أمامه سيدة بدينة، ترتدى على رأسها قبعة مزدحمة بالريش الطويل، يمد «نوح» بصره للشاشة، فلا تلتقط عيناه شيئاً: «تسمحى يا مدام تقلعى»، ينفعل زوجها: «تقلع يا قليل الأدب؟»، يشرح «نوح»: «يا أفندم عاوز أتفرج»، يفاجئه رد السيدة: «إن شالله ما اتفرجت»، يصل به الاستفزاز مداه، فيُخرج من جيبه مقصاً، ويقدم على قص ريش القبعة قبل أن تشعر به السيدة، فتلقنه وزوجها علقة ساخنة.
لن تكون هذه آخر علقة يأكلها «نوح» من أجل قريبته «ليلى» التى تحترف الكذب على زوجها «كمال» فى الصغيرة والكبيرة، بداية من الخروج دون علمه، إلى ادعائها الولادة «أصبحت أباً لمفعوص جميل»، وحين يحضر «كمال» طائراً، لا يصبح أمام «ليلى» إلا أن تستأجر طفلاً لتعرضه على زوجها باعتباره ابنهما، وبدلاً من الإيجار، يتورط «نوح» فى خطف حفيد «أم ينى» الداية اليونانية وإحضاره لـ«ليلى»، لتطارده السيدة فى كل مكان: «أنا عاوزة الخريستو بتاع الأنا»، يستسلم «نوح» فى النهاية: «اتفضلى الزفت بتاعك أهو»، ثم يستعير التوأم الذى وضعته الخادمة للتو، دون أن يعرف أنهما بنتان، وفى النهاية يكتشف «كمال» الملعوب، ويصفح عن زوجته بعد أن تعده بعدم تكرار الكذب.
«الستات مايعرفوش يكذبوا»، قصة وضعها بديع خيرى ليقدّمها شريكه الممثل العظيم نجيب الريحانى على المسرح، قبل أن تلتقطها السينما فيخرجها محمد عبدالجواد عام 1954، ويلعب بطولتها إسماعيل ياسين وشادية وشكرى سرحان، يزدحم الفيلم بعدد من الإفيهات الضاحكة التى تنشأ من سوء التفاهم، وسوء تصرف «نوح» نفسه، فيدخل فى مواجهات كوميدية مع «أم ينى» الداية، وزوج الخادمة، وعامل السينما، وأخيراً مع الشرطى الذى يلقى القبض عليه وهو يحاول التسلل لمنزل «ليلى»، حاملاً الطفل المخطوف: «هى السجون كانت اتخلقت بمناسبة إيه؟!».