«تاون هاوس».. مكتبة ومسرح ومعرض دائم فى قلب القاهرة

كتب: سارة سند:

«تاون هاوس».. مكتبة ومسرح ومعرض دائم فى قلب القاهرة

«تاون هاوس».. مكتبة ومسرح ومعرض دائم فى قلب القاهرة

فى إحدى الحارات المتفرعة من شارع شامبليون بوسط البلد، وتحديداً فى 10 شارع النبراوى يقع «التاون هاوس»، المكان الذى يحمل اسماً أجنبياً هو جزء لا يتجزأ من الخدمات الثقافية المرتبطة بمنطقة وسط البلد. الشارع ينتهى بحارة سد، على يمينه «صنايعية» متخصصون فى إصلاح السيارات، وعلى امتداده قهوة «الخن» التى تعتبر تجمعاً لمثقفى المنطقة، أما على اليسار فيوجد «التاون هاوس» الذى اختفى اسمه الأجنبى وسط كل الملامح المصرية المحيطة به. المنطقة الشعبية التى يقع فيها المكان لم تمنع المسئولين من إقامة مكتبة تبيع عدداً من الكتب العربية والأجنبية التى تتناول موضوعات ثقافية رفيعة المستوى، وفى الغرفة المجاورة للمكتبة مساحة كبيرة تستخدم كمسرح للفنانين المستقلين، وحالياً تقيم معرضاً عن «التوثيق الرقمى للذكريات» هدفه التذكير الدائم بالسبب الذى قامت لأجله ثورة 25 يناير، أما فى تلك الغرفة الكبيرة نسبياً، فالشباب الذين يقفون فيها يبيعون مجموعة من «الإكسسوارات» التى تحمل طابعاً مصرياً أصيلاً مثل أقراط أذن على شكل الكف، أو صينية شاى كُتب عليها بخط عربى عبارات مثل «صباح الفل»، وغيرها من العبارات. فى الطابق الثانى من العمارة رقم 10 يجلس ياسر جراب -مدير برنامج المشروعات بـ«التاون هاوس»- ليفكر ويبتكر لتقديم نشاط ثقافى جديد، يخدم أهالى المنطقة من ناحية، ويكون عوناً لمثقفى مصر الشبان من ناحية أخرى، ويحكى «ياسر» عن تاريخ المكان قائلاً: «التاون هاوس تأسس سنة 1998، يعنى من أكتر من 15 سنة، أنا فنان تشكيلى، وكنت عايز أقدم أعمالى فى معرض، فدرست كل الجاليريهات الخاصة، والحكومية أيضاً التابعة لوزارة الثقافة، ومن هنا جت فكرة التاون هاوس، اللى هو مش مجرد جدران فقط لكن مكان ثقافى حى، وكانت فكرتى استخدام الفن كوسيط جيد وصحى لنقل التنمية». اختيار المكان كان له دور مؤثر فى الدور الذى احتله «التاون هاوس» فى الحياة الثقافية، ويقول «ياسر»: «وسط البلد هى مركز الفنون والثقافات لتاريخها القديم، وتعتبر تجمعاً لمثقفى الطبقة المتوسطة، وهى من أهم الطبقات فى مصر لأنها المحرك لأى مجتمع، وإحنا مش هنقدر نعتمد على المواطن البسيط الذى يحتاج بالأساس إلى التنمية، وكذلك فإن المواطن الثرى لا يشارك فى أى أنشطة اجتماعية، والطبقة المتوسطة هى من أكثر الطبقات تأثيراً فى تاريخ الشعوب، ووسط البلد فى مصر لديها مكانة خاصة فى قلوب سكان القاهرة، فهى مركز للتسوق، ودخول السينمات، ومكان لتنزه الأسر دون الاضطرار إلى صرف مبالغ كبيرة، بالإضافة إلى وجود عدد من المراكز الثقافية المهمة بها». «ياسر» يرى أن مكان «التاون هاوس» يحمل فلسفة خاصة جعلته يضيف للمكان منطقاً آخر ويصبح من نسيج المجتمع «المكان الثقافى واللى بيقدم خدمات ثقافية مش مساحة وجدران فقط، حظنا جه إننا اخترنا مكان طبيعة البيئة اللى حوالينا صنايعية باليوم، ميكانيكى وسمكرى وغيرهم، ده غير قربنا من مطعم الكشرى الشهير أبوطارق، لذلك كان لازم إحنا نستوعب طبيعة المكان اللى إحنا فيه وهمّا كمان يستوعبوا أنشطتنا ويشاركوا فيها». أخبار متعلقة: "وسط البلد" الذي وهب الحياة لجسد الوطن "التحرير"..ثكنة عسكرية..تحولت إلي "رمز الحرية والكرامة" مقهي "زهرة البستان".."استراحة محارب"للمصابين جرافيتى «جنزير» والذين معه.. الثورة هتفضل حية «سيمون بوليفار».. قاعدة حجرية منزوعة الملامح مسجد عمر مكرم..من هنا تخرج الجنازات.."قاتل" و "مقتول"وبينهما "ثورة" التحرير ومحمد محمود وقصر العيني..شوارع علي خط النار شباب وفتيات علي كورنيش النيل وداخل البواخر..أما الثورة فلها رب يحميها