جرافيتى «جنزير» والذين معه.. الثورة هتفضل حية

جرافيتى «جنزير» والذين معه.. الثورة هتفضل حية
خطوط وألوان على الجدران، وجوه وعيون تنظر للشوارع من تلك الأسوار، فلو رحلت الجماهير بقيت آثار «الجرافيتى» لتلخص الوقائع وتحفظ التاريخ. وسط المدينة، كانت أكثر الأماكن التى لونتها أيادى الرسامين، «جنزير» أحد هؤلاء، فى البداية قرر أن يكتب على جدران التحرير يوم 25 يناير.[Image_2]
«يسقط مبارك وعائلته» كانت أولى العبارات التى سجلها فن جرافيتى الثورة فى قلب ميدان التحرير، وكما يقول «جنزير»: «قررت النزول للمشاركة فى تظاهرات يوم 25 يناير، وحملت معى سبراى أسود، وكان كل ما يدور فى ذهنى وقتها أن قوات وعساكر داخلية حبيب العادلى، ستفتك بنا الليلة، ويتم فض اعتصامنا بالقوة، سنرحل نحن، لكن ما سأكتبه يبقى شاهداً على الجدار».
اختار «جنزير» لجملته موقعاً فريداً، فتلك اللوحة الإعلانية الكبيرة وسط الميدان كانت تحمل شعار الحزب الوطنى، صعد إليها وكتب بخط عريض، وسط تصفيق حاد وتشجيع من المتظاهرين، وكما يقول: «كانت تلك الجملة تعبيراً عن كل ما نريده وقتها». يستكمل حديثه: «حياة المصريين قبل 25 يناير كانت بائسة، وكل ما كنت أريد كتابته سياسياً على كل جدران التحرير هو ما نريده، فقررت بعدها أن أجهز «استنسيل الرسومات» وكنت أحملها معى يومياً إلى الميدان لأفرغها على جدران وسط المدينة».
بدأت سلسلة صور الشهداء فى الظهور عقب أحداث جمعة الغضب 28 يناير 2011 الدامية، وبعد أن قام «جنزير» بعمل «استنسيل إسقاط مبارك»، بدأ فى تجهيز صور الشهداء، يقول: «أول رسم جرافيتى قمت برسمه فى وسط المدينة كان للتعبير عن أن مبارك لا يساوى مصر».[Image_3]
كثير من الرسومات خطت على جدران وسط المدينة بينما كانت السلطة تصر على إزالتها، وكما يحدثنا رسامنا: «لم أعد كثيراً للجدران التى رسمت عليها، لكننى لاحظت أن المجلس العسكرى كان يمحو الرسومات، أدركت وقتها أن السلطة لا تحبنا كثيراً لأننا نوثق على الجدران آلام ثورتنا، فزادنى ذلك من الإصرار على الرسم، بل وزاد من حدة النقد فى الرسم».. كان أول الرسومات التى أزيلت لـ«جنزير» من أحد الشوارع المحيطة بالتحرير صورة للشهيد «إسلام رأفت»، شعر وقتها بأن «الداخلية» و«فلول الحزب الوطنى» الذين لا يزالون فى السلطة يصرون على طمس ذاكرة الثورة، على حد تعبيره، قائلاً: «من نرسمه من الشهداء هم ضحايانا وهذه الجدران هى الذاكرة التى نحفظ عليها آلامنا». أضاف: «كنا نتعرض فى الشوارع المحيطة بوزارة الداخلية والتحرير لمضايقات كثيرة أثناء قيامنا بالرسم على الجدران، فى إحدى المرات، كنت مع صديقى، نفرغ صورة نشرت فى الليلة السابقة لأحد العساكر أثناء إلقائه القبض على متظاهر بالإسكندرية، وعندما شارفنا على الانتهاء، اعترضنا عدد من البلطجية، واعتدوا علينا، لكنهم اهتموا أكثر بإزالة الجرافيتى نهائياً».
أخبار متعلقة:
"وسط البلد" الذي وهب الحياة لجسد الوطن
"التحرير"..ثكنة عسكرية..تحولت إلي "رمز الحرية والكرامة"
مقهي "زهرة البستان".."استراحة محارب"للمصابين
«سيمون بوليفار».. قاعدة حجرية منزوعة الملامح
مسجد عمر مكرم..من هنا تخرج الجنازات.."قاتل" و "مقتول"وبينهما "ثورة"
التحرير ومحمد محمود وقصر العيني..شوارع علي خط النار
«تاون هاوس».. مكتبة ومسرح ومعرض دائم فى قلب القاهرة
شباب وفتيات علي كورنيش النيل وداخل البواخر..أما الثورة فلها رب يحميها