لا للعنف ضد المرأة.. ملك حفني ناصف أديبة أنشأت أول اتحاد لتوعية النساء

كتب: تقى حسين

لا للعنف ضد المرأة.. ملك حفني ناصف أديبة أنشأت أول اتحاد لتوعية النساء

لا للعنف ضد المرأة.. ملك حفني ناصف أديبة أنشأت أول اتحاد لتوعية النساء

ملك حفني ناصف.. اسم يعرفه البعض لكونها شاعرة ذات قلم قوي ومميز، ولكن بعضهم لا يعلمون أنها استخدمت ذلك القلم للدفاع عن الحقوق، وخاصة حق المرأة في كل شؤونها.

بمناسبة حملة الـ16 يوما الدولية لمواجهة العنف ضد المرأة، التي تطلقها منظمة الأمم المتحدة سنويا، تعرض «الوطن» لمحات من حياة باحثة البادية ملك حفني ناصف، التي قادها قدرها أن تعيش فترة من عمرها في بادية الفيوم لترى كم الظلم والاضطهاد التي يقع على المرأة هناك، لتنتفض مدافعة عنها بكل ما أوتيت من قوة.

ولدت ملك حفني ناصف، في حي الجمالية عام 1886، والدها الشاعر والقاضي «حفني ناصف القاضي»، وكانت كبرى أبنائه السبعة، اهتم أبوها بتعليمها، فألحقها بمدرسة «المكاتب»، ومنها لمدرسة السنية، التي حصلت منها على شهادة الابتدائية في عام 1900 لتكون أول فتاة مصرية تحصل عليها، ثم التحقت بقسم المعلمات بنفس المدرسة، لتكون الأولى على زميلاتها في عام 1903، وتحصل على دبلوم المعلمات عام 1905، بعد تدريب عملي استمر لعامين.

 

بدايتها الأدبية

كانت «ملك حفني» أشهر فتاة مصرية في أوائل القرن الماضي، بسبب كتابتها في جريدة «الجريدة»، التي كان يترأسها المفكر أحمد لطفي السيد، صديق والدها، والذي شجَّعها على أن تكتب بها مقالات تحت عنوان «نسائيات»، برزت في مقالاتها روح الوطنية والحس الديني، التي غرسها والدها في شخصيتها، فلاقت إعجاب العديد.

باحثة البادية ودفاعها عن المرأة

تزوجت «ملك حفني» في عام 1907 من الشيخ «عبد الستار الباسل» رئيس قبيلة «الرماح» الليبية بالفيوم، لتنتقل معه بعد الزواج للعيش في بادية الفيوم، لترى بعينها الحالة المتدنية، التي تعيشها المرأة هناك عن أي مكان آخر رأته، لتدعو لتحرير المرأة، وإعطائها حقوقها، التي كفلتها لها الأديان، وحرمتها منها التقاليد والعادات، بجانب دعوتها للإصلاح المجتمعي والوطني خلال كتابتها المختلفة سواء الشعر أو المقالات، لتسمى بـ«باحثة البادية».

أعجب بها الكثير، لأنها حرصت على الدفاع عن حقوق المرأة بشكل لا يتعارض مع الأديان، كما اهتمت بحرية الشعوب، وأكدت في جميع كتابتها أن وعي المرأة في أي مجال لا يقل عن وعي الرجل، ولا سيما في ما يخص وطنها.

مثلت «باحثة البادية» المرأة المصرية في المؤتمر المصري الأول في عام 1911، الذي بحث عوامل الإصلاح، وقدّمت فيه برنامجها التي وضعت فيه المواد، التي تراها أساسية لتحسين شأن المرأة المصرية والعربية، الذي تركز على أهمية عدم استسلام المرأة للجهل والتخلف، والظلم، وأكدت خلاله أن صلاح المجتمع لا يتم إلا بصلاح عيوب الرجل والمرأة على حد سواء، كما نادت بضرورة إعطاء المرأة حق التصرف في مالها الخاص، وتولي سيدة مصرية راشدة في كل مدارس الفتيات لتعليمهن الأخلاق والسلوك الحميد، كما نادت الحكومة بأن يكون التعليم الأساسي إجباريا للفتيات والفتيان على حد سواء.

أسست «ملك حفني ناصف» أول اتحاد نسائي، حمل اسم «اتحاد النساء التهذيبي»، ضم عددا من السيدات المصريات والعربيات والأجنبيات أيضا، لتعليم المرأة وتوجيهها إلى كيفية الاعتناء بنفسها وبيتها، وتوعيتها بما يدور حولها، وإرشادها لحقوقها.

دورها المجتمعي

أنشأت جمعية لمساعدة ضحايا الحرب من المصريين والعرب بشكل عام، وهي ما عُرفت بعد ذلك بـ«جمعية الهلال الأحمر»، كما أسست مدرسة لتعليم السيدات والفتيات التمريض، وجهزت المدرسة والجمعية بكل متطلباته من مالها الخاص، لتستمر في الدفاع عن الحقوق كافة طيلة عمرها، لتتوفى في عام 1918، وعمرها لم يتجاوز الـ32 عاما، تاركة سيرة تدين لها الشعوب العربية كافة.

 

 

 


مواضيع متعلقة