لا للعنف ضد المرأة.. «سيزا النبراوي» مناضلة دافعت عن تعليم النساء وحقوقهن السياسية

لا للعنف ضد المرأة.. «سيزا النبراوي» مناضلة دافعت عن تعليم النساء وحقوقهن السياسية
في ظل اشتعال ثورة 1919، وامتلاء شوارع المحروسة بمظاهرات ضد الاحتلال الإنجليزي، طلت من بين المتظاهرين، لأول مرة صفوف نسائية، قادتها «سيزا النبراوي»، لمواجهة عنف القوات المحتلة على البلاد، فلم يتراجعن أمام الطلقات النارية، التي كانت تغربل الشوارع، ليسقط المئات من المتظاهرين والمتظاهرات، وتبدأ المرأة المصرية أولى خطواتها لمناهضة العنف الواقع عليها وعلى وطنها.
وبمناسبة حملة الـ16 يوما العالمية لمناهضة العنف ضد المرأة، التي تطلقها منظمة الأمم المتحدة سنويا على مستوى العالم، تقدم «الوطن» لمحات من حياة سيزا النبراوي، ودورها في تشجيع وتعليم المرأة والفتيات، التي بدأت بمواجهة قوات احتلال مسلحة، بعد أن ظلت المرأة في قوقعتها لسنوات، ليدرك الجميع وأولهم النساء قدراتهن في جميع المجالات، حتى في الحرب فهي تستطيع.
«زينب محمد مراد»، أو« سيزا النبراوي» كما عرفت طوال حياتها، فهي الرضيعة التي انفصل والديها بعد ولادتها عام 1897، بعشرة أشهر، لتعيش في كنف سيدة تسمي «عديلة النبراوي»، قيل أنها قريبة والدتها، وأحيانا يقال أنها زوجة أبيها، ولكن المؤكد هو إحسان هذه السيدة لـ«زينب»، أما عن تغير اسمها لـ«سيزا»، لأنها درست في مدرسة فرنسية بالإسكندرية، حتي بلغت ثمانية أعوام لتسافر بعدها إلى فرنسا، ويطلق عليها زملائها و معلميها الفرنسيين هذا الاسم.
كفاحها في ثورة 1919
عادت «سيزا» إلى مصر عام 1913، فكان أول ظهور لها خلال قيادتها للمظاهرات النسائية اثناء ثورة 1919، بحسب كتاب «مذكرات هدى شعراوي»، إذ نسقت مع «هدي شعراوي» لتنظيم تلك المسيرات، ليرتبط اسمها بعد ذلك بالحركات النسائية سواء لتحرير المرأة أو في الجانب الوطني ضد المحتلين على مدار 66 عاما.
أول اتحاد نسائي مصري
اشتركت «سيزا النبراوي» في تأسيس «الاتحاد النسائي المصري»عام 1923، الذي تولت رئاسته بعد وفاة «شعراوي»، فحققت خلال رئاستها للاتحاد العديد من المتطلبات الهامة لمرأة، كتغير سن الزواج لـ16 عامًا كحد ادنى، إعطاءها حقوقها البرلمانية في الترشح والانتخاب، التي طالبت بها «درية شفيق»، حق النساء و الفتيات في التعليم.
كما تولت رئاسة تحرير مجلة «المصرية»، التي أصدرت في بدايتها باللغة الفرنسية، وتتناول بين صفحاتها قضية تحرير المرأة، لتصدر بعد ذلك باللغة العربية، لتساهم في نشر الوعي المجتمعي بحقوق المرأة.
وتكلل نضال «سيزا» في عام 1941، بحمل قضية النساء العربية على أعناقها، لتشارك لتأسيس «الاتحاد النسائي العربي»، مما أهلها لتكون نائبة رئيسة «الاتحاد النسائي العالمي»، فأشرفت واشتركت في الكثير من المؤتمرات النسائية خارج وداخل مصر.
زيجتها الوحيدة
أعطت «سيزا» كل وقتها للاهتمام بقضايا تحرير الوطن والمرأة، فلم تفكر في الزواج حتي قابلت الفنان النحات «مصطفي نجيب» في بيت «هدي شعراوي»، لتتزوج منه عام 1937، ولكن انفصلا بعد زيجة استمرت أربع سنوات.
وتعود «سيزا النبراوي» لمواصلة جهودها الوطنية في 1951، بعد ما منحت معظم وقتها لقضية تحرير المرأة المصرية والعربية، فتعيد تشكيل «لجنة الوطنية»، التي من خلالها نادت الي المقاومة المسلحة لمواجهة العدوان الثلاثي على مصر، كما دعت الي مقاطعة البضائع والمنتجات الإنجليزية.
ويستمر كفاح ونضال «سيزا النبراوي» أو «زينب محمد مراد» على مدار أكثر من نصف قرن، حتى وفاتها عام 1985، عن عمر يناهز 88 عاما، لتترك بصمة عظيمة في حياة المرأة المصرية والعربية، رغم عدم معرفة أغلبهن بفضل كفاحها علي حياتهن.