لا للعنف ضد المرأة.. لمحات من حياة نبوية موسى أول ناظرة مدرسة في مصر

لا للعنف ضد المرأة.. لمحات من حياة نبوية موسى أول ناظرة مدرسة في مصر
- نبوية موسي
- الباكالوريا
- سيزا النبراوي
- هدي شعراوي
- تعليم المرأة
- حملة ال16 يوم
- نبوية موسى
- نبوية موسي
- الباكالوريا
- سيزا النبراوي
- هدي شعراوي
- تعليم المرأة
- حملة ال16 يوم
- نبوية موسى
في عصر مارست فيه أغلب العائلات أشكالا مختلفة للعنف ضد المرأة، مثل زواجها بسن مبكرة دون رغبتها، وحرمانها من التعليم، وإن سمحت بعض الأسر بتعليم فتياتها، فكان يقتصر على قدرتهن على القراءة والكتابة فقط، إلا أن «نبوية موسي» لم تكتف بحصولها على شهادة باكالوريا كأول فتاة مصرية، بل نادت بتعليم الفتيات، وأسست أكثر من مدرسة لهن لتشجيعهن وأهلهن، فكانت أول المشاركات في قضية تحرير المرأة.
وبمناسبة حملة الـ16 يوما الدولية لمناهضة العنف ضد المرأة، تقدم «الوطن» لمحات من حياتها ودورها في الدفاع عن حقوق المرأة في التعليم، وإبراز التحديات التي تواجهها خلال العمل، إذ أفنت حياتها للدفاع عن هذه القضية.
في جميع مناحي الحياة، حاربت نبوية موسى على أكثر من جبهة منها، الوقوف في وجه الاحتلال البريطاني والعنف والاضطهاد الذي كان يمارسه تجاه المرأة.
ولدت «نبوية موسى» في مدينة الزقازيق بمحافظة الشرقية، عام 1886م ولم ترى والدها أو يراها، بسبب سفره للسودان قبل ولادتها بشهرين، بسبب ظروف عمله، ولكنه توفى هناك، لتنشأ تلك الطفلة مع والدتها وشقيقها الأكبر «محمد»، الذي كان يعاونها للتعليم في المنزل.
وانتقلت الأسرة بعد ذلك للعيش بالقاهرة، فتصر هي على تكملة دراستها، والالتحاق بمدرسة «السنية للبنات»، تلك الخطوة التي رأتها عائلتها جرأة وخروج عن الأدب والأخلاق العامة، لأنّها لم تقدم فتاه في عائلتها على هذا القرار من قبل، لتتغلب على أول تحدي يواجها، وتلتحق بالقسم الخارجي للمدرسة في 1901.
حصلت نبوية موسى على الشهادة الابتدائية في 1903، لتدرس بعدها بقسم معلمات السنية، وتنهي دراستها في 1906، لتخطو خطوة لم تقدم فتاه في مصر عليها، وهي أن الحصول على شهادة الباكالوريا، لتنعقد لجنة خاصة للبد في أمرها، فلم يجد أعضاء اللجنة سببا لرفض طلبها لتفوقها طوال سنوات دراستها، لتنجح في امتحان الباكالوريا، وتحصل عليها في 1907.
جهودها لتعليم الفتيات
«نبوية موسي» كانت أيضا أول سيدة مصرية تعمل ناظرة عرفتها وزارة المعارف، بعد ما كانت مقتصرة علي الأجنبيات فقط، ففي 1909 تولت منصبها كناظرة مدرسة «المحمدية الابتدائية للفتيات» بالفيوم، لتصبح بعد ذلك أول مفتشة مصرية بالوزارة، وتستمر في التدرج في الوظائف التعليمية، لتقرر تشجيع الفتيات ودعوة عائلاتهن للتعليم، لتستقيل من وظائفها الحكومية، وتؤسس ثلاث مدارس لتعليم الفتيات، الأولى في القاهرة، واثنان في الإسكندرية، وتتلمذت على يديها العديد من الشخصيات النسائية البارزة كعالمة الذرة الدكتورة «سميرة موسي».
توعية المجتمع بحقوق المرأة
لم تبخل «نبوية موسي» بمجهودها لتحصل المرأة المصرية على حقوقها، فأنشأت مطبعة لتصدر مجلتها النسائية الأولى «ترقية الفتاة» في عام 1923، بالتزامن مع مشاركتها لتأسيس «الاتحاد النسائي المصري» مع «هدى شعراوي» و«سيزا النبراوي»، ثم تصدر مجلتها الثانية «الفتاه»، تلك المجلة الأسبوعية التي اشتهرت في كثير من الأوساط، لتترك الأثر، الذي تمنته «نبوية» ليبدأ المجتمع تدريجيا الاعتراف بحقوق المرأة، كما اشتركت في الكثير من المؤتمرات النسائية.
لم تتوان «نبوية موسي» طيلة حياتها لإعطاء المرأة حقوقها، التي رأت أن أهم خطوة لذلك هي تسليحها بالتعليم، لتنهي رحلتها في عام 1951، وتتوفى عن عمر يناهز 65 عاما.