لا للعنف ضد المرأة.. «حواء إدريس» الجندي المجهول في الحركات النسائية

لا للعنف ضد المرأة.. «حواء إدريس» الجندي المجهول في الحركات النسائية
«حواء إدريس» اسم لا يعلمه الكثير، ولا يعلم أيضا دورها في أول حركة النسائية في تاريخ مصر، واجهت قوات الاحتلال الإنجليزي، بجانب دورها توطيد العلاقات العربية والاسيوية.
بمناسبة حملة الـ16 يوم الدولية التي تطلقها منظمة الأمم المتحدة سنويا، لمناهضة العنف ضد المراة، تعرض «الوطن» لمحات من حياة «حواء إدريس»، تلك السيدة التي كانت بمثابة الجندي المجهول في الحركات النسائية، للدفاع عن حقوق المرأة، رغم أنها مثلت الاتحاد النسائي المصري في أكثر من دولة.
ولدت حواء إدريس في بلاد القوقاز عام 1909، لأسرة تنتنمي لقبيلة «شابسغ»، لتنتقل للعيش في تركيا مع ما بقي من أسرتها، بسبب ظروف الحرب، التي ألمت بقبيلتها، وتوفي على إثرها جدها لوالدتها «حاجي مراد»، وبعد وفاه والده وعمها انتقلت لمصر مع شقيقتها للعيش في بيت «هدى شعراوي»، ابنة خالتها.
كان لـ«هدى شعراوي» أثرا كبيرا على «حواء إدريس»، فقوت شخصيتها، وأدركت في سن صغير أن للمرأة حقوقا كثيرة، لكن مأخوذة منها عنوة، كحقها في التعليم، وعدم إجبارها على الزواج، فالتحقت بالقسم الداخلي بمدرسة «الكلية الأمريكية للبنات»، لتحصل على الشهادة الإعدادية، ثم لتدرس المرحلة الثانوية في مدرسة «كلية البنات».
بداية نضالها
بدأت «حواء إدريس» نضالها للدفاع عن المرأة في سن صغير، فأسست مع «هدى شعراوي»، وغيرها من رائدات الحركة النسائية «الاتحاد النسائي المصري» في عام 1923، وانخرطت في الخدمة الاجتماعية خلاله، كمساعدة الفقراء.
ومثلت الاتحاد في كثير من المؤتمرات النسائية الدولية والعربية، فعملت على توطيد العلاقات العربية والآسيوية، كما كان لها دورا بارزا في الدول العربية والأجنبية، وتشجيعهم ومساعدتهم للمطالبة بحقوقهم و مواجهة الاحتلال.
قررت حواء إدريس بعد ذلك إنشاء جمعية «شقيقات الاتحاد النسائي المصري»، لتضم العديد من شخصيات نسائية بارزة كـ«أمينة حمزة» و«أمينة السعيد» و«سهير القلماوي»، لتكون أنشطتها الاساسية متمحورة في الخدمة الاجتماعية، كزيارة الأحياء الشعبية مرة أسبوعيا لمساعدة الأسر الفقيرة، بكل الوسائل المتاحة كتوزيع الملابس، والمواد الغذائية، ومساعدة المرضى وإدخالهم المستشفيات.
مشاركتها في الهلال الأحمر
تطوعت «حواء إدريس» في جمعية الهلال الأحمر المصري، أثناء العدوان الثلاثي على مصر عام 1956، كما عملت خلال «الاتحاد النسائي المصري» لتنظيم ضحايا التهجير من محافظات القنال، واستقبالهم على محطة القاهرة، وساعدت المصابين منهم، وتجهيز أماكن لهم في المستشفيات لسرعة إسعافهم، كما شاركت في بعثة الهلال الاحمر عام 1945 إلى سوريا.
ورحلت حواء إدريس عام 1988، عن عمر ناهز 79 عاما، بعدما قدمت أعمالا كثيرة في مجالات الخدمة الاجتماعية عامة، والدفاع عن حقوق المرأة والنهضة بشؤونها خاصة.