لا للعنف ضد المرأة.. سهير القلماوي أول قلم نسائي في الصحافة يدافع عن السيدات

لا للعنف ضد المرأة.. سهير القلماوي أول قلم نسائي في الصحافة يدافع عن السيدات
- حملة ال16 يوم
- العنف ضد المرأة
- العنف الاسري
- سهير القلماوي
- طه حسين
- حملة ال16 يوم
- العنف ضد المرأة
- العنف الاسري
- سهير القلماوي
- طه حسين
«سهير القلماوي».. اسم يعرفه الكثيرون ليس فقط مصر، بل في الوطن العربي كله، وفي العديد من المجالات أيضا، فهي استطاعت بقلمها القوي المميز أن تعرض المشكلات التي يعانيها المجتمع، ولا سيما المرأة، فلها مؤلفات كثيرة وشهيرة أثرت في زيادة الوعي لدى المجتمع بقضايا المرأة المختلفة.
بمناسبة حملة الـ16 يوما الدولية لمناهضة العنف ضد المرأة، التي تطلقها منظمة الأمم المتحدة، تعرض «الوطن» لمحات من حياة الدكتورة سهير القلماوي كأيقونة للمرأة المصرية والعربية، ولإنجازتها العظيمة في قضايا الدفاع عن حقوق المرأة وفي الحركة النسوية.
ولدت «القلماوي» في عام 1911 بالقاهرة بين أسرة تهتم بالثقافة والتعليم، فوالدها طبيب جراح، ووالدتها سيدة راقية ومثقفة تتحدث أكثر من لغة، فهذا المناخ الأسري له دور في تكوين شخصيتها منذ طفولتها، فكانت مكتبة والدها الكبيرة والمتنوعة في المنزل، والتي كانت دائما مسموح لها التنقل بين كتبها كيف تشاء، ما أثر في بناء ثقافتها الواسعة، وتطلعها على حضارات وثقافات مختلفة، كما كان لأبيها الفضل في تنمية المهارات اللغوية لديها، لتتكون لديها حصيلة كبيرة منها أعطت لقلمها لاحقا القوة والجرأة في طرح الأفكار والقضايا.
الأولى دائما
استكملت سهير القلماوي تعليمها حتى تخرجت في مدرسة كلية البنات الأمريكية، لتقرر بمساعدة والدها أن تلتحق بكلية الآداب بجامعة القاهرة في عام 1929، لتكون أول فتاة مصرية تدرس في الجامعة، لتكون الفتاة الوحيدة بين 40 شابا، يتتلمذون على يد عميد الأدب العربي طه حسين، الذي كان يشغل منصب رئيس قسم اللغة العربية، قدوتها التي اشتاقت إلى مقابلته منذ أن تكرر قراءة مؤلفاته في طفولتها مرات ومرات، لتنهل من أسلوبه الأدبي الفريد من نوعه.
ولى طه حسين تلميذته النجيبة منصب مساعد رئيس التحرير بمجلة جامعة القاهرة عام 1932، التي كان يترأسها، لتصبح سهير القلماوي أول سيدة مصرية يصدر لها تصريح ممارسة الصحافة في مصر، ولتكتب أيضا في مجلات أخرى أثناء دراستها، مثل الرسالة، والثقافة، وأبوللو.
استكملت تلك الأديبة بعد تخرجها مسيرتها المهنية، لتكون أول محاضرة في جامعة القاهرة في 1936، لتكمل عملها الأكاديمي، وتكون أول أستاذة جامعية مصرية بجامعة القاهرة في عام 1941، فتتولى رئاسة قسم اللغة العربية في عام 1958 في السابقة الأولى من نوعها لتولي سيدة هذا المنصب، لتستمر فيه لمدة 9 سنوات.
نضالها لمساندة المرأة والدفاع عن حقوقها
تولت سهير القلماوي رئاسة «الاتحاد النسوي المصري»، وشاركت في العديد من الندوات النسائية في دول مختلفة، ودائما ما ساهمت في الحركة النسوية من خلال كتابتها، ومؤلفاتها المميزة، كما تولت رئاسة المؤتمر الدولي للمرأة عام 1960.
محاربة الجهل بكل أنواعه
رغم نضال سهير القلماوي، لدعم المرأة في جميع المجالات ومحاربة أشكال العنف المختلفة، التي تتعرض لها، إلا أن إسهاماتها في محاربة الجهل في المجتمع بكل أنواعه لم يقل عن محاربتها للعنف ضد المرأة، لذلك تولت العديد من المناصب الثقافية، والأدبية المهمة، والتي تركت من خلال هذه المناصب آثارا ما زالت موجودة إلى الآن، كرئاسة للهيئة المصرية العامة للسينما والمسرح والموسيقى، وأيضا رئاسة مجتمع ثقافة الطفل، كما استطاعت خلال رئاستها للهيئة المصرية العامة للكتاب تأسيس أول معرض للكتاب فى الشرق الأوسط في عام 1967، وكان «معرض القاهرة الدولى للكتاب» الذي يقام إلى الآن.
ورحلت سهيرالقلماوي في عام 1997، عن عمر ناهز 86 عاما، لم تبخل بجهودها في تنمية الثقافة في الوطن العربي كله، ومناصرة المرأة دائما، ليدين لها الكثيرون بالفضل.