لا للعنف ضد المرأة.. قصة «حكمت أبوزيد» أول وزيرة مصرية دافعت عن السيدات

كتب: تقى حسين

لا للعنف ضد المرأة.. قصة «حكمت أبوزيد» أول وزيرة مصرية دافعت عن السيدات

لا للعنف ضد المرأة.. قصة «حكمت أبوزيد» أول وزيرة مصرية دافعت عن السيدات

«حكمت أبوزيد» اسم عرفه الكثير وكُرمت صاحبته في وطنها والعالم العربي، تتويجًا لمجهودها الدائم في نهضة وطنها وزيادة الوعي في البلاد العربية المجاورة، لتستحق أن يمنحها أكثر من رئيس، العديد من الألقاب والأنواط، وتكون أول سيدة تتولى منصب وزيرة في مصر.

وبمناسبة حملة الـ16 يومًا لمواجهة العنف ضد المرأة، تعرض «الوطن» لمحات من حياة الدكتورة «حكمت أبوزيد» كنموذج مشرف للفتاة المصرية التي وقفت أمام الاستعمار الإنجليزي، وتواصل سعيها لتكون أول وزيرة مصرية زخرت جهودها لرفعة شأن المرأة المصرية والعربية، ما ترتب عليه تنمية و تطوير المجتمع.

ولُدت «حكمت» في إحدى قري محافظة أسيوط عام 1916، لكن على عكس تقاليد الأسر الصعيدية في ذلك الوقت، شجعها والدها وشقيقاتها الأربعة على التعليم، ووفر لهن وسيلة مواصلات آمنة، تنقلهن من القرية التي لا توجد بها مدرسة للإناث، لمدارسهن في سوهاج، واهتم أيضًا بتثقيفهن وتوعيتهن بدور المرأة، ومشاركتها في مجالات الحياة كافة من خلال حرصه على تزوديهن بالكتب الثقافية والوطنية من مكتبته الضخمة.

والتحقت «حكمت» بعد ذلك بمدرسة في أسوان، ومع بداية المرحلة الثانوية، اضطرت لترك منزل أسرتها، وانتقلت إلى القاهرة لتلتحق بإحدى المدارس الداخلية في حلوان، نظرًا لعدم توفر مدارس ثانوية للبنات في محافظات الصعيد القريبة منها، لتبدأ في تلك الفترة نشاطها الوطني ضد قوات الاحتلال الإنجليزي.

اصطدام بقوات الاحتلال

ولم تسلم من بطشهم، ما أدى لفصلها من المدرسة، لكنها لم تستسلم وقدمت العديد من التظلمات كما شفع لها بعض معلميها الذين أشادوا بتفوقها وأخلاقها، لتوافق قوات الاستعمار على عودتها للدراسة ولكن بمدرسة في الإسكندرية، بعيدًا نوعا ما عن بؤرة الأحداث في القاهرة، لتحصل على شهادة الباكلوريا.

وعادت مرة أخرى للقاهرة، ودرست التاريخ بكلية الآداب في جامعة القاهرة عام 1940، وتتلمذ على يد عميد الأدب العربي طه حسين، الذي تنبأ لها بمستقبل عظيم ومكانة عالية، وعقب تخرجها، حصلت على دبلوم التربية العالي عام 1944، ثم سافرت إلى أسكتلندا وحصلت على رسالة الماجستير عام 1950 من جامعة «سانت آندروز»، وبعد ذلك، سافرت إلى العاصمة البريطانية لندن وأكملت رسالة الماجستير في مجال علم النفس، وحصلت على الدكتوراة عام 1955.

عادت «حكمت» إلى مصر بعد ذلك، وعملت كمدرسة جامعية في كلية البنات بجامعة عين شمس، لتتدرج في المناصب الأكاديمية، وتشارك في العديد من المؤتمرات.

أول وزيرة مصرية

شاركت في المؤتمر القومي عام 1962، كعضو للجنة التحضيرية له، وناقشت خلاله، الرئيس جمال عبد الناصر، في عدة مجالات تنموية واجتماعية، ليعجب بأرائها، ويُطلق عليها «قلب الثورة الرحيم»، ويصدر قرارًا في العام ذاته، بتعيينها وزيرة للشؤون الاجتماعية، في سابقة في الأولى من نوعها في تولي المرأة منصب وزير.

إنجازات شكلت فارقًا في المجتمع 

استمرت «حكمت»  في منصبها 3 سنوات، أنجزت فيها عدة مشروعات، شكلت فارقًا كبيرًا في المجتمع المصري بشكل عام وفي قضايا المرأة بشكل خاص، مثل مشروع الرائدات الريفيات، الذي مهد لمشروع الأسر المنتجة، كما بحثت عدة مشروعات وضع خطتها وأسستها، كالتكيف الاجتماعي في الريف، وكفاح المرأة وتنمية الأسرة.

سافرت بعد ذلك إلى ليبيا عام 1972، وعاشت فيها 20 سنة، إذ عملت كأستاذة في جامعة الفاتح، ليمنحها رئيس ليبيا آنذاك «معمر القذافي»، نوط الفاتح العظيم من الدرجة الأولي، كما كرمها ملك المغرب «الحسن»، وأعطى لها سيفه الذهبي النادر، لتعود إلى مصر و تدرس بقسم علم النفس بكلية الآداب، وتوفيت في عام 2011 عن عمر ناهز 90 عامًا.


مواضيع متعلقة