رشا مجدى.. ومن الإعلام ما قتل

كتب: عبدالفتاح فرج

رشا مجدى.. ومن الإعلام ما قتل

رشا مجدى.. ومن الإعلام ما قتل

كورنيش النيل يفيض بالمتظاهرين الغاضبين.. تدخل مبنى التليفزيون مع غروب الشمس بصعوبة بالغة.. يسيطر عليها الارتباك.. تلملم أوراقها بسرعة، تجلس أمام الكاميرات لمدة نصف ساعة فقط، هذه المدة القصيرة كانت كفيلة بجعلها أشهر مذيعة بالتليفزيون، بالرغم من تخلفها عنه شهورا بعد ذلك. عبارة «متظاهرون أقباط يطلقون الرصاص على جنود الجيش.. اتقوا الله فى مصر»، عصية على النسيان، وقعها كالخنجر فى نفوس بعض الأقباط الذين طالبوا بمحاكمتها؛ لأنها حرضت على قتل بضعة وعشرين قبطيا، لكنها نجت من تحقيقات النيابة، ولم تنج من تحقيقات قطاع كبير من المصريين. برأتها المحكمة ولم تبرئها لجنة تقصى الحقائق، وصب الجميع نار غضبهم عليها، واتهموها بالتحريض على قتل المسيحين؛ حيث استجاب البعض لدعواتها، وهاجموا المستشفى القبطى ليلا وأفزعوا المصابين المحتجزين داخله. يبدو أن لعنة مجزرة ماسبيرو ستلاحقها طويلا رغم نفيها للاتهامات، عندما خرجت عن صمتها بعد 183 يوما من الواقعة، واتهمت رؤساءها بالمسئولية الكاملة عمَّا حدث، لأنها كانت تقرأ ما يملَى عليها فقط، مؤكدة أنها ضحية و«كبش فداء». ولدت رشا مجدى بالكويت لأب مصرى يعمل مدرسا للغة الإنجليزية، وتلقت تعليمها هناك وعملت بالإعلام كمذيعة بالتليفزيون الكويتى وقدمت برنامج «صباح الخير يا كويت» وتزوجت مصريا يعمل بالكويت أيضا، وعادت إلى مصر بعد الحرب بين العراق والكويت، فعملت مساعد مخرج بالقناة الثانية عام 1990. عرف عنها أنها كانت من المقربين إلى وزير الإعلام الأسبق صفوت الشريف؛ إذ بدأ نجمها يلمع فى عهد سمير التونى، رئيس الإدارة المركزية للأخبار، قبل أن يكون للأخبار قطاع مستقل، وبدأت بتقديم نشرات الأخبار بالتليفزيون، ثم تقديم برنامج «صباح الخير يا مصر» قبل أن تلتحق بقائمة مذيعى مؤسسة الرئاسة، ما استند إليه خصومها بالتليفزيون ليتهموها باتخاذ موقف معاد لثورة 25 يناير، وتبنى وجهة نظر الحكومة وتخوين وسب الثوار. ولم تنكر رشا مجدى بكاءها لحظة تنحى حسنى مبارك وفسرت ذلك بحزنها على مصر لا على مبارك. لم تفلح حملة توقيعات الإذاعيين والعاملين فى ماسبيرو التى قادتها الثائرة انتصار غريب، مقدمة برامج بإذاعة الشباب والرياضة، فى إقالة رشا مجدى، وهو ما أدى إلى استقالة بعضهم والعمل فى قنوات خاصة. حبست نفسها فى المنزل احتياطيا على ذمة القضية مفضلة الانزواء علّها تفيق من أثر الصدمة التى خلفتها. لم تشعر يوما بتأنيب الضمير، كما تردد، لكنها حزنت لنشر زملائها رقم هاتفها المحمول على مواقع التواصل الاجتماعى، لتستقبل أبلغ الشتائم، لكن اختفاءها لم يدم طويلا؛ حيث أطلت على شاشة التليفزيون المصرى من جديد فى مايو الماضى ببرنامج «صباح الخير يا مصر» معتمدة على ضعف ذاكرة المصريين. أخبار متعلقة : تقرير تقصى حقائق «القومى لحقوق الإنسان»: قناص «أكتوبر» ومجموعة مجهولة أطلقوا الرصاص على الأقباط والجيش أسر الشهداء: الرب يعزينا.. و«مرسى» يضعنا خارج حساباته.. والقتلة «معززين مكرمين» القس متياس نصر لـ«الوطن»: أحدهم: صرخ «هاتوا الكافر».. فبدأ القتل فيفيان مجدى خطيبة الشهيد مايكل مسعد تكتب: فى انتظار أن نغنى معاً لانتصار الثورة «الله أكبر بسم الله» والدة الشهيد جرجس راوى: اليد التى حرمت «ديفيد» من حضن والده دون رحمة لابد أن تُقطع فلوباتير جميل.. كاهن المواجهة حمدى بدين.. أشداء على الثوار مشهد رأسى من العمارة 1211: هنا جرت أحداث المجزرة والأهالى يروون تفاصيل «القتل والرعب والجنون» مينا دانيال.. ثورة ثورة حتى الموت «ماسبيرو».. عام على الدم والغضب