حمدى بدين.. أشداء على الثوار

حمدى بدين.. أشداء على الثوار
فى أرض لا أول لها ولا آخر، حُشر الجنرال العسكرى بكامل أبهته، زيه العسكرى و«بيريهه الأحمر» فوق رأسه لم يميزاه عن بقية جنده المحيطين به من كل جانب، ظل وقوفه مطمئناً حتى أفزعته الحشود التى حلّت على جانب الأرض ناحية اليمين، أُناس ملطخون بالدماء، مفقوءو الأعين مهروسو الرؤوس من آثار مرور المدرعات فوقها.
فتاة صعيدية تشّربت بشرتها السمرة بكفاءة، كانت واحدة ممن أصدر هو أوامره بشأنهن كى يُجردن من الثياب، حين مددوها كالذبيحة على سرير فى ممر أمام باب زنزانتها لفحص عذريتها. حدق حرس الزنازين فى لحم جسدها العارى، أضواء الممر الخافتة لم تمنع حضور خجل الفتاة من نظرات المحدقين فيها فالتمست من الضابط أن ينصرف الجنود، فردّت عليها عصاه الكهربائية أن اخرسى.
تنقلت عين جنرال الشرطة العسكرية بين الحشد الملطخ بالدماء، بإيقاع مضطرب كانت عيناه تنتقلان بين الوجوه حتى تثبتت جوهرتا عينيه على رأس أحدهم وقد صارت كساعة حائط مستديرة، هرستها عجلات المدرعة التى قادها الجندى الواقف عن يمينه فى يوم مذبحة ماسبيرو، من خلف ذى الرأس المبطط، وقف شاب بنافورة دم أسود تخرج من عنقه، ثقب أحدثته رصاصة انطلقت من سلاح أحد الجنود فى يوم ماسبيرو.
الكابوس الذى اعتاد رؤياه قائد البوليس الحربى أثناء ساعات النوم القليلة، كان نتيجة طبيعية لسياط اللوم والنقد التى وجهت لأدائه أثناء وجوده فى الخدمة قائداً للشرطة العسكرية، فقد غض طرفه عن جنوده الذين ألهبوا ظهور المعتصمين فى 9 مارس 2011 بخراطيم الكهرباء، ومواسير الحديد، وعصى الكهرباء التى لم تميز بين ذكر وأنثى فالكل فى حضرة القمع سواسية.
لمع اسمه كأكثر المتورطين خلال العام ونصف العام فى حوادث قمع المتظاهرين. وتداولت وسائل الإعلام اسمه فى أعقاب فض تظاهرات الثوار التى خرجت لمعارضة المجلس العسكرى الذى تربع على قمة هرم النظام لعام ونصف العام منذ اندلاع الثورة.
عشرات القتلى والجرحى فى مذبحة ماسبيرو لم تؤثر على تقدير حمدى بدين، قائد الشرطة العسكرية حينها، لأحداث ماسبيرو التى وصفها بحالات شغب، لم ولن تؤثر على الحالة المعنوية لجنود الشرطة العسكرية، أصحاب البيريهات الحمراء المائلة قليلاً فوق الرؤوس، الإحساس بالتميز دفع بعض الجنود للتهليل فى إحدى دوريات التفتيش بنشيد «الشرطة العسكرية فوق فوق.. والباقى تحت تحت».
تعرض جنرال البوليس الحربى للنقد باستمرار، وشدته على الثوار قابلتها زخات من المديح قادها أحد الإعلاميين، من أبرز أعضاء الحزب الوطنى المنحل، فكانت قنوات التليفزيون الرسمى، وقنوات أعضاء الحزب الوطنى المنحل ساحات إعلامية مناسبة يعلن من خلالها بدين عن غضبته لسقوط جرحى من جنوده فى أحداث الشغب أسفل ماسبيرو. مديح استقبله بدين بمزيد من الرحمة مقابل شدته على الثوار.
أخبار متعلقة :
تقرير تقصى حقائق «القومى لحقوق الإنسان»: قناص «أكتوبر» ومجموعة مجهولة أطلقوا الرصاص على الأقباط والجيش
أسر الشهداء: الرب يعزينا.. و«مرسى» يضعنا خارج حساباته.. والقتلة «معززين مكرمين»
القس متياس نصر لـ«الوطن»: أحدهم: صرخ «هاتوا الكافر».. فبدأ القتل
فيفيان مجدى خطيبة الشهيد مايكل مسعد تكتب: فى انتظار أن نغنى معاً لانتصار الثورة «الله أكبر بسم الله»
والدة الشهيد جرجس راوى: اليد التى حرمت «ديفيد» من حضن والده دون رحمة لابد أن تُقطع
فلوباتير جميل.. كاهن المواجهة
مشهد رأسى من العمارة 1211: هنا جرت أحداث المجزرة والأهالى يروون تفاصيل «القتل والرعب والجنون»
مينا دانيال.. ثورة ثورة حتى الموت
رشا مجدى.. ومن الإعلام ما قتل
«ماسبيرو».. عام على الدم والغضب