فيفيان مجدى خطيبة الشهيد مايكل مسعد تكتب: فى انتظار أن نغنى معاً لانتصار الثورة «الله أكبر بسم الله»

فيفيان مجدى خطيبة الشهيد مايكل مسعد تكتب: فى انتظار أن نغنى معاً لانتصار الثورة «الله أكبر بسم الله»
ربما لن يكون غريباً أن أكتب إليك، فأنا أتحدث معك فى كل لحظة ينبض فيها قلبى، فأنت لا تغيب عن ذاكرتى يا من تمنيت أن تكون لى، ولكنى هذه المرة أتذكر معك الأحد الدامى الذى لفظت فيه أنفاسك الأخيرة بين يدىّ بعدما دهستك مدرعة «مرتبكة» حسبما وصفوها، ولا أدرى حتى اللحظة ماذا أكتب لك من تبريرات عن حق دمائك التى روت الثورة من جديد والتى ما زال يتاجر بها الجميع حتى اقتربت من الضياع.
صباح كل يوم ما زلت متيقنة أن غيابك عن الحياة مجرد «أكذوبة»، ولكننى فى كل مرة أفيق على كابوس المذبحة، فشريك حياتى ذهب بلا عودة وبقيت أنا وحدى فلم أعد كما كنت ولم تعد أسرتى وأصدقائى كما كانوا، فعام كامل مر يا حبيب العمر كالجحيم.
أكتب إليك وأنا واثقة أنك ستقرأ وستشعر بالرسالة، فأنت و27 من الشهداء كنتم باكورة مسلسل دماء جعل الثورة «وجعا فى القلب» استمر لشهور، ففراق الأحباب والأصدقاء استمر، فلم يكفى «طنطاوى وعنان والروينى وبدين» يا رفيق العمر أنهم مزقوا قلوب الأمهات والأخوات والحبيبات فى 9 أكتوبر 2011 «دهساً وقنصاً»، ولكنهم طعنوك فى وطنيتك وادعوا أنك بصحبة الشهداء كنتم «عناصر خارجة على القانون»، أو بصيغة أكثر تهذيباً: «ضحية طرف ثالث» لم يحدد ولن يحدد لأن الفاعل معروف.
فى نوفمبر 2011 يا مايكل، رافقك فى السماء ما يقرب من 40 شهيداً فى موقعة شريفة سميت بـ«محمد محمود» بحثاً عن الثورة الضائعة فى جيوب «التجار»، ولكنهم أيضاً لم يسلموا من خناجر التشويه، موقعة رأيت فيها الثأر والنضال من أجل شهداء ماسبيرو، وهو السيناريو ذاته الذى تكرر فى ديسمبر 2011 فى أحداث مجلس الوزراء بعد أن فاض الكيل من ثورة تسرق من أصحابها.
أتذكر تلك اللحظة التى لوحت بيديك وهتفت بحماسة فى طريقنا من دوران شبرا لماسبيرو قبل دقائق من رحيلك، إشارات وهتافات لم تكن تريد سوى «الأمان والحب والسلام» للجميع، فهكذا تربينا على حب الوطن. ربما كان لشهر أكتوبر حالة مزاجية خاصة، وأنا أنتظر ذكرى يوم النصر لأسمع بشغف الأغنية الشهيرة «بسم الله.. الله أكبر.. بسم الله.. بسم الله»، ولكنها الآن فقدت معناها بعدما اندثر العدل والرحمة من قلوب الجميع.
عام على الفراق، وما زال مسلسل المتاجرة بدمائكم وأرواحكم مستمراً، فوعود القصاص مستمرة ولكنها فقط وعود بالبحث عن الجناة وكأنهم «غير معروفين»، ربما لا يصدق الجميع حتى هذه اللحظة أن المجلس العسكرى أمر جنوده بقتل «أولاده»، نعم يرفض العديد الاعتراف بها ولكنها الحقيقة، التجارة مستمرة من أحزاب فى الانتخابات مروراً بنخبة فى الإعلام وصولاً إلى وعود مرشحى الرئاسة بالبحث عن القتلة، وحينما توصلنا إليهم وجدناهم «مكرمين بقلادات» والابتسامة لا تفارق وجوههم بمنازلهم الفارهة المدججة بالحراسات، بينما الدموع لا تجف من عيون أسر 27 شهيدا.
دعنى أقول لك إننا حاولنا أن نجعل من انتخابات الرئاسة فرصة أخيرة لانتصار الثورة، فى جولة انتخابية أولى صوتنا لمرشح يعبر عن «همومنا ودمائنا ودموعنا»، لكن المحاولة فشلت، لنعلن مقاطعة جولة الإعادة بعكس ما سربوه عن أن الأقباط انتخبوا مرشحاً «فلولاً» نكاية فى الثورة.
صباح الثلاثاء سأكون الوافدة الأولى على قبرك أهنئك بذكرى «زفافك للسماء» بباقة من الورود، فأنت وزملاؤك أعظم من فينا، ولكنى أعدك يا زوجى العزيز بأن تعود حقوقكم المسلوبة ومهما قابلنا من آلام سنعود إليكم لنتعلم منكم مقدار سنة مضت وباقى العمر.
أخبار متعلقة :
تقرير تقصى حقائق «القومى لحقوق الإنسان»: قناص «أكتوبر» ومجموعة مجهولة أطلقوا الرصاص على الأقباط والجيش
أسر الشهداء: الرب يعزينا.. و«مرسى» يضعنا خارج حساباته.. والقتلة «معززين مكرمين»
القس متياس نصر لـ«الوطن»: أحدهم: صرخ «هاتوا الكافر».. فبدأ القتل
والدة الشهيد جرجس راوى: اليد التى حرمت «ديفيد» من حضن والده دون رحمة لابد أن تُقطع
فلوباتير جميل.. كاهن المواجهة
حمدى بدين.. أشداء على الثوار
مشهد رأسى من العمارة 1211: هنا جرت أحداث المجزرة والأهالى يروون تفاصيل «القتل والرعب والجنون»
مينا دانيال.. ثورة ثورة حتى الموت
رشا مجدى.. ومن الإعلام ما قتل
«ماسبيرو».. عام على الدم والغضب