مرسى سنة تانية حكم: التعليم.. لا علم لكم إلا ما علمناكم

«سيناريو كارثى».. كلمتان وصف بهما عبدالناصر إسماعيل، رئيس اتحاد المعلمين المصريين، مستقبل التعليم فى مصر مع استمرار محمد مرسى رئيساً للعام الثانى على التوالى؛ حيث يستخدم الإخوان جميع إمكانات وزارة التربية والتعليم لتغيير هوية وشكل الدولة المصرية، فتأخذ الدولة الشكل الإخوانى، بتمكين أعضاء الجماعة من مفاصل وزارة التربية والتعليم، وسيطرتهم على المناصب الموجودة داخل الوزارة، بداية من مديرى الإدارات ووكلائها ومديرى المديريات والجهاز المعاون للوزير، والتأثير عليها وقيادتها نحو أهداف الجماعة التى تتحرك فى الوزارة بوصفها تنظيماً، وليس بوصفهم مسئولين مصريين، فيستمرون فى موقعهم داخل الوزارة ليلونوا التعليم بلون جماعتهم. يواصل «إسماعيل»: «المناهج يتم توظيفها لخدمة أفكار وأهداف الجماعة بحيث ستتغير المناهج ليحل تاريخ الإخوان محل التاريخ المصرى، وتحل شخصيات الإخوان أمثال حسن البنا وسيد قطب محل شخصيات عريقة مثل أحمد عرابى وجمال عبدالناصر، ومفاهيم المجتمع الدينى الوسطى لن تتعدى مبدأ السمع والطاعة، ويصبح مفهوم المواطنة أن تكن مسلماً منتمياً لجماعة الإخوان، باختصار ستتحول وزارة التعليم إلى وسيلة لتعبئة التلاميذ لتأييد نظام الإخوان». ينتقل «إسماعيل» للحديث عن المدرسين فيقول إنهم سيتبنون مفهوماً جديداً للتعليم التمييزى الذى يعتمد على عدد من الاختلافات، منها المظهر وإجبار الفتيات على الالتزام بالحجاب فى المدرسة، وهن لم يتخطين مرحلة الطفولة، ومنها الوطنية بتغيير النشيد الوطنى والعلم المصرى، حتى الموسيقى والمسرح وممارسة الأنشطة ستصبح من المنظور الإخوانى؛ فغناء البنت حرام، والولد يمارس الغناء بالأناشيد الدينية فقط، واستخدام الآلات الموسيقية العربية كالدف. عن المناهج التى ستخضع للتغيير، يتحدث أحمد شوقى، نقيب المعلمين بأكتوبر والشيخ زايد، فيقول: «مقالات كتاب الإخوان التى ينشرونها على مواقعهم الإلكترونية هى منشور يعمم على المدارس بصفتها صادرة عن الوزارة، وكتب التاريخ واللغة العربية تؤرخ لتاريخ الجماعة، وتمجد دورها العظيم، ويرفق بالألوان صور قادتهم كأبطال حاربوا العلمانية والماركسية والشيوعية، كذلك المدارس سوف يطلق عليها أسماء شخصيات بارزة فى تاريخ الجماعة، وسيصبح اتحاد الطلبة منبراً لتعليم التلاميذ وتوجيههم نحو الانضمام للجماعة، بجانب الندوات الدينية ومسابقات الحج والعمرة التى ستحل محل الأنشطة الفنية والإنسانية فى المدارس، ستزاحم مدارس الإخوان الخاصة المدارس الحكومية، وتوقع وزارة التربية والتعليم بروتوكولاً مع حزب الحرية والعدالة يسهل وجود أعضائه داخل المدارس، للقيام بأنشطة مدرسية تستقطب الطلاب للمعسكرات الإخوانية، باختصار شديد ستتحول المدارس إلى مقرات إخوانية لتربية جيل جديد على العنف والإجرام تحت شعار الصراع بين الحق والباطل». إلى الجامعات؛ حيث يرى الدكتور هانى الحسينى، الأستاذ بكلية العلوم العضو المؤسس بحركة 9 مارس، أن الوضع فيها لن يكون أسوأ مما كان عليه فى السنة الأولى من حكم محمد مرسى؛ لأن الدولة ستستمر فى سياستها المعتادة، التى تتعامل مع الجامعات على أنها مكان لحفظ الطلبة لحين تخرجهم، فلن يكون هناك اهتمام بتعليم الطلبة ووجود بحث علمى وأنشطة تحفيزية، كذلك ستكون هناك محاولة للسيطرة على أعضاء هيئة التدريس عن طريق تقديم تقرير نصف سنوى لوزير التعليم العالى، غير أن «الحسينى» يقول: «أثق أن لو كانت تلك المحاولات قد استمرت لعام، كان رد فعل أعضاء هيئة التدريس سيصبح قوياً؛ إذ ليس من السهل السيطرة عليهم». أما عن دور الاتحادات الطلابية فيقول «الحسينى»: «فى فترة حكم مرسى كانت الاتحادات الطلابية معبرة إلى حد ما عن الطلاب، وكانت الانتخابات التى تجرى فى الجامعة أكثر حرية، وهذا مؤشر على عدم قدرة الإخوان المسلمين على السيطرة على الجامعات، وأظن أن لدى طلاب الجامعات درجة كبيرة من الوعى الذى لن يسمح للإخوان إذا استمروا لعام آخر بالسيطرة على عقولهم أو انتزاع حقوقهم». يواصل «الحسينى»: «أتخيل أن يمتد سيناريو العنف فى الجامعات إلى السنة الثانية من حكم مرسى والثالثة أيضاً؛ لأن الإخوان لن يكون لهم وجود منظم داخل الجامعات، على عكس 6 أبريل والدستور وحزب مصر القوية، الأمر الذى يجعل هناك تنافساً عنيفاً يتعدى تشابكات الأيدى». الأخبار المتعلقة: مرسى سنة تانية حكم: العلاقات الخارجية.. الباب اللى يجيلك منه الريح مرسى سنة تانية حكم: الحياة الحزبية.. التعددية حرام شرعاً مرسى سنة تانية حكم: الاقتصاد.. إفلاس ثم ثورة جياع مرسى سنة تانية حكم: التموين.. الولد لسه بيسرق البنزين مرسى سنة تانية حكم: الأزهر والكنيسة.. الدين والوطن للجماعة مرسى سنة تانية حكم: الإعلام.. الكاميرات تغلق عدساتها مرسى سنة تانية حكم: الثقافة.. الجهل للجميع مرسى سنة تانية حكم: «مخيمر» وزيراً لـ«الدفاع» و«البلتاجى» لـ«الداخلية» مرسى سنة تانية حكم: «الوطن» تتخيل شكل مصر لو لم تنجح «ثورة 30 يونيو»