كلهم منسي: النقيب مصطفى عثمان.. "نسر أسيوط"

كتب: هيثم البرعى

كلهم منسي: النقيب مصطفى عثمان.. "نسر أسيوط"

كلهم منسي: النقيب مصطفى عثمان.. "نسر أسيوط"

تزخر الشرطة المصرية بسجل مشرِّف وناصع للشهداء الذين ضحوا بدمائهم الزكية فى سبيل الوطن، وتضم قائمة الشرف «نسر أسيوط»، أو النقيب مصطفى محمد عثمان، شهيد كمين الصفا بشمال سيناء، الذى لقى ربه يوم الثلاثاء 25 يونيو 2019، بعدما قضى على عدد من التكفيريين، أخذاً بثأره وثأر 6 جنود استشهدوا معه.

استشهد فى حادث كمين الصفا بالعريش بعد ملحمة بطولية فى مواجهة التكفيريين

حكاية مصطفى عثمان، عرفها الناس هناك فى شمال سيناء وتحديداً بأحد أكمنة قوات الشرطة جنوب غرب العريش بكمين الصفا، حيث كان يقود قوة أمنية ويباشر مهام عمله فى التأمين، وفجأة داهم أحد العناصر التكفيرية الارتكاز ومعه عناصر إرهابية أخرى، مساء يوم 25 يونيو 2019، إلا أن الشهيد تصدى لهم وقتل عنصرَين تكفيريين، وتمكن الانتحارى من تفجير حزامه الناسف ليلقى مصرعه، واستشهد «مصطفى» متأثراً بجراحه.

وُلد الشهيد أو «نسر أسيوط» كما يلقبه هناك بنو محافظته، عام 1993، وكان حلم حياته الالتحاق بكلية الشرطة، وبحسب شقيقته الكبرى «مى» كان يقول: «اللى يدخل شرطة يعمل حسابه إنه مشروع شهيد»، وتخرج عام 2015، والتحق بإدارة العمليات الخاصة بالأمن المركزى بالقاهرة، ثم نقل إلى أسيوط، وبدأت علاقته بسيناء فى هذه الفترة حيث كان يتم إيفاده فى مأموريات إلى سيناء كل 3 أشهر والعودة مجدداً، وكان معينا للخدمة فى كمين الفواخرية بالعريش، بينما كان أحد الضباط من دفعة 2017 سيتوجه إلى كمين الصفا، ولعلم الشهيد بخطورة كمين الصفا، طلب استبدال الخدمة والتوجه إلى كمين الصفا، حيث استشهد هناك.

الجانب الإنسانى للشهيد كان زاخراً بالمواقف التى تنم عن حميد الخصال التى نشأ عليها وصفاء سريرته، حيث كان فى مأمورية بالوادى الجديد فى الجبل وواجهوا عناصر إرهابية، وحصل على مكافأة قدرها 1000 جنيه، أعطاها لوالده وطلب منه التصدق بها للفقراء والمساكين.

وتزوج الشهيد فى 2017، بعد عامين من تخرجه، ورُزق بأول مولود وسمّاه «محمد»، كما حملت زوجته قبل استشهاده، ووضعت ابنتهما «ماسة» بعد استشهاده بـ5 أشهر، لتشارك أخاها «محمد» الفخر بوالدهما البطل «نسر أسيوط».


مواضيع متعلقة