كلهم منسي.. أنقذ أرواح المئات.. "مصطفى عبيد" حكاية أول شهداء 2019

كتب: هيثم البرعى

كلهم منسي.. أنقذ أرواح المئات.. "مصطفى عبيد" حكاية أول شهداء 2019

كلهم منسي.. أنقذ أرواح المئات.. "مصطفى عبيد" حكاية أول شهداء 2019

 في الساعات الأولى من صباح 6 يناير 2019، وبينما كان الرائد مصطفى عبيد يستعد لتناول الطعام في مقر عمله، تلقى بلاغا من النجدة بالعثور على جسم غريب بين كنيسة العذراء وأبو سيفين ومسجد الحق الملاصق لها بمنطقة عزبة الهجانة بمدينة نصر، لم يتوان عبيد عن تلبية نداء الواجب، وأمر المجند بالتوجه إلى مكان البلاغ أولا وإرجاء تناول الطعام لاحقا.

وصل البطل "عبيد" ابن قرية جزيرة الأحرار التابعة لمركز طوخ بالقليوبية، إلى مكان البلاغ الذي أحاطته الشرطة بكردون لإبعاد المواطنين، وشرع في التعامل مع الجسم الغريب والذي تبين أنه 3 عبوات ناسفة موضوعة داخل حقيبة، إلا أنها انفجرت فيه ولفظ أنفاسه الأخيرة في الحال، وتمكن زملاؤه من إبطال مفعول العبوتين الأخرتين.

بداية الواقعة عندما لاحظ إمام مسجد الحق، بعزبة الهجانة التابعة نهاية شارع مصطفى النحاس جسما غريبا، وأبلغ الأجهزة الأمنية المكلفة بحراسة كنيسة السيدة العذراء وأبو سيفين، بوجود عبوات ناسفة أعلى سطح المسجد، ربما يجري استخدامها ضد الأقباط في احتفالات عيد الميلاد.

على الفور توجهت قوة أمنية إلى الموقع وعثرت على 3 عبوات ناسفة موضوعة داخل حقيبة، وأثناء العمل على إبطالها، انفجرت إحداها، وأسفرت عن استشهاد "عبيد" وإصابة اثنين من أمناء الشرطة.

 شهادات كثيرة رواها شهود العيان عن بطولة الضابط الشهيد، من بينهم كاهن كنيسة العذراء وأبو سيفين، الذي أكد أن الفقيد ضحى بحياته أثناء تأديه عمله، وأنقذ مئات الأرواح.

تخرج "عبيد" في كلية الشرطة، ثم التحق بالعمل في قطاع الأمن العام في قسم شرطة منشأة ناصر بمديرية أمن القاهرة، ثم انتقل للحماية المدنية والإطفاء، وبعدها طلب نقله إلى إدارة المفرقعات، وتلقى عدة دورات تدريبية، حتى أصبح من أهم عناصر المفرقعات.

استشهد عبيد ضاربًا أروع أمثلة الشجاعة والإقدام والتضحية حاصلا على الشهادة التي تمناها وطالما حلم بها وسعى إليها، منضمًا إلى قائمة شرف تحوي أسماء عديدة لأبطال سطروا أسماءهم بماء الذهب.


مواضيع متعلقة