حكاية إفّيه| «أحلى من الشرف مفيش.. يا آه يا آه»

11:08 م | الجمعة 17 مايو 2019

يجلس «عبده دانس» على أول الحارة، يراقب الداخل والخارج: «كده الحارة تنقفل.. كده تنفتح»، ما إن يلمح الراقصة «سكرة» قادمة حتى يهب واقفاً: «انتباه يا دانس».. يعرف «رجب» الرجل الثرى الذى يسعى وراء الراقصة أن الطريق إليها مغلق بالضبة والمفتاح، والوحيد الذى يستطيع أن يلعب دور الوسيط بينه وبينها هو «عبده دانس»، بلطجى الحارة، يتوسّط «دانس» بالفعل، غير أن «سكرة» تعطيه درساً قاسياً فى الأخلاق، فيضحك ساخراً، وهو يردّد «أحلى من الشرف مفيش يا آه يا آه».. واحد من أكثر إفيهات السينما المصرية شهرة، ألقاه الفنان الراحل توفيق الدقن فى فيلم «أحبك يا حسن»، الذى أخرجه حسين فوزى عام 1958، يعرف المشاهدون «الدقن» باعتباره صانع إفيهات من الدرجة الأولى، يتذكرونه جيداً فى فيلم «ابن حميدو»، الذى أخرجه فطين عبدالوهاب، عام 1957، فى دور «الباز أفندى» بإفيهه الشهير «صلاة النبى أحسن»، وفى فيلم «سر طاقية الإخفاء» الذى أخرجه نيازى مصطفى عام 1959، يتسلى «أمين» تاجر الذهب بالسخرية من «عصفور»، الصحفى، فيعرض عليه علبة خاتم صغيرة ويسأله: «العلبة دى فيها إيه»، فيرد «عصفور»: «فيها خاتم»، يصفعه «أمين» على وجهه: «لأ فيل.. العلبة دى فيها فيل»، وفى فيلم «على باب الوزير» من إخراج محمد عبدالعزيز عام 1982، يرفض «عبدالصمد» أن يُدلى بشهادته فى جريمة القتل التى تورّطت فيها زوجته الثانية «أنهار»، رافضاً نصيحة ابنه الأكبر «كمال» بأن يقف معها، حتى يجد من يقف معه فى قضية رشوة سبق اتهامه فيها، فيرد: «أنا راجل لعين يا أخى.. انت مالك ومالى.. أنا حر فى تصرفاتى»، غير أن أشهر إفيهاته على الإطلاق، والذى يجد من يوظفه سياسياً، ألقاه فى فيلم «الشيطان يعظ»، الذى أخرجه أشرف فهمى عام 1981، حين يفاجأ «طبّاع الديك» بأحد الأشخاص يهبط عليه بعد مرور زفة كبيرة يتصدّرها «الدينارى»، فتوة الحارة، فيعرض نفسه عليه: «أنا عارف إنك الإيد اليمين بتاع المعلم دينارى.. وبصراحة أنا مُغرم بالمعلم وعاوز أبقى من رجالته»، تفلت ضحكة ساخرة من فم «طبّاع» قبل أن يقول: «هو جرى إيه للدنيا.. الناس كلها بقت فتوات؟!.. أومال مين اللى هينضرب!».