حكاية إفّيه| «أنا قلت كلمة.. وكلمتى لا يمكن تنزل الأرض أبداً»

حكاية إفّيه| «أنا قلت كلمة.. وكلمتى لا يمكن تنزل الأرض أبداً»
«أنا قلت كلمة، وكلمتى لا يمكن تنزل الأرض أبداً»، يعلو صوت «حنفى»، وهو يواجه «أم حميدة» زوجته، لكن «شخطة» واحدة من الزوجة: «حنفى!»، كفيلة بأن تعيد الزوج لرشده «خلاص تنزل المرة دى.. لكن اعملى حسابك المرة الجاية مش هتنزل أبداً».. هكذا جرت العادة فى الحوار اليومى المتبادَل بين «المعلم حنفى أنعم وأكرم»، وزوجته «أم حميدة سيدة البحار»، لا يهم إن كان لديهما ضيوف «حسن أفندى القبطان»، و«ابن حميدو أفندى القرصان»، اللذان قدّما نفسيهما بوصفهما صيادين من رشيد ضاق بهما الحال، فقررا أن يسافرا إلى السويس، حيث يسكن «الريس حنفى» للبحث عن عمل.
ينتهز «حنفى» الفرصة ويعرض عليهما أن يشتريا «نورماندى تو»، مركب متهالكة ما إن تنزل للبحر حتى تغرق فى حفل تدشينها، يعود بعدها «حسن»، و«ابن حميدو» مرة أخرى إلى منزل «الريس حنفى»، فيستأجران غرفة أسفل المنزل، تساعدهما فى تنظيفها «حميدة» و«عزيزة»، ابنتا «حنفى»، حيث تضع «حميدة» عينها على «أحلى واحد فيهم.. ابن حميدو»، بإيعاز من أمها بعد أن فاتها قطار الزواج «أهى سَرعتك دى اللى بتطفش منك العرسان»، رغبة من أمها فى أن تفرغ بعدها للابنة الصغرى «عزيزة» المخطوبة لـ«الباز أفندى»، الذى لا يعدم المؤهلات «ساقط توجيهية وعليه كرافتة ترد الروح»، يدبّر الزوجان حيلة للإيقاع بـ«ابن حميدو»، بعد أن تستدرجه «حميدة» للمطبخ بحجة تسليك وابور الجاز، يجلس «حنفى» مع زوجته فى الخارج: «أنا خايف الوابور اللى جوه يدوس البت»، ترد عليه «أم حميدة»: «ماتخافش.. ده وابور قشاش مش إكس يا حبيبى»، وفى النهاية يقع «ابن حميدو» فى الفخ، ويخطب «حميدة».. «عذراء الربيع».
تتوالى المواقف والإفيهات المضحكة لواحد من أشهر الأفلام الكوميدية فى تاريخ السينما المصرية «ابن حميدو»، الذى أخرجه فطين عبدالوهاب عام 1957 عن قصة لعباس كامل، وبطولة لـ«إسماعيل ياسين»، و«أحمد رمزى»، و«هند رستم»، و«زينات صدقى»، و«عبدالفتاح القصرى».. تدخل إفيهات الفيلم الذاكرة المصرية من أوسع الأبواب، بداية من «فتشنى فتش»، ومروراً بـ«صلاة النبى أحسن»، و«جالك الموت يا سارق السمك»، «تطلع إيه دى يا باز أفندى».. «ولا عمرى شفته».. «تكونش شيكولاتة؟!».