حكاية إفّيه| «هىّ حبَكت؟!»

كتب: سماح عبدالعاطى

حكاية إفّيه| «هىّ حبَكت؟!»

حكاية إفّيه| «هىّ حبَكت؟!»

«هِىَ حبَكت؟!».. يضرب العمدة «عتمان» كفاً بكف، غيظاً من زوجته الأولى «حفيظة»، بعد أن حكّمت رأيها أن يبيت ليلته فى غرفتها: «الليلة كوم وطلاقى كوم»، يدرك «عتمان» جيداً أنه لا يستطيع أن يطلق «حفيظة» ويرد لها أرضها التى يضع يده عليها، فيحاول أن يستعطفها «عيب يا حفيظة.. الليالى جاية كتير»، لكن حفيظة تركب رأسها رغبة منها فى حرمان العمدة من قضاء ليلته فى غرفة زوجته الثانية «فاطمة»، والتى أجبر زوجها الفلاح الفقير أبوالعلا على تطليقها، ثم تزوجها قبل انقضاء فترة العدة لينجب، مع عجز «حفيظة» عن أن تلد له ولداً يرث الأموال الطائلة التى جمعها بالظلم من جيوب الفلاحين البسطاء، متحصناً بـ«مبروك»، عطار القرية، الذى يزين له كل أفعاله رافعاً شعار «وأطيعوا الله والرسول وأولى الأمر منكم»، لكن «فاطمة» تستشير شيخاً آخر فيفتيها: «طلاق المُكْره لا يجوز»، لتعقد النية بعدها أن تظل زوجة لـ«أبوالعلا» رغم وجودها فى بيت العمدة، وعندما يحدث الحمل بالفعل، تصفع العمدة بجرأة «أنا حامل من جوزى»، يستنكر «عتمان»: «أنا يا بت؟»، فترد له الصاع صاعين «لا هو أنت جوزى.. أنا مراة أبوالعلا».

هكذا دارت أحداث فيلم «الزوجة الثانية» الذى أخرجه صلاح أبوسيف عام 1967، عن قصة لأحمد رشدى صالح، ولعب بطولته سعاد حسنى وشكرى سرحان وسناء جميل وصلاح منصور، وهكذا خرج إفّيه «هى حبكت» من الفيلم للقاموس المصرى الدارج، فأصبح يستخدم للدلالة على تحكيم الآراء فى غير موضعها، وبدون مناسبة، مع رمزية شخصيات الفيلم التى انسحبت على الواقع المصرى وقتها، من عمدة ظالم، وفلاحين بسطاء ينهبهم العمدة، وزوجة صغيرة مغلوبة على أمرها، وفلاح فقير لا حيلة له يُجبَر على تطليق زوجته، فيما يطوّع عطار القرية آيات الله لصالح انتهازية العمدة وظلمه: «الدفاتر بتاعتنا والتواريخ فى إيدينا، حد هيحاسبنا؟»، غير عابئين أن لكل ظلم نهاية، والعمدة نفسه إنسان، يجرى عليه ما يجرى على كل البشر، فيموت فى النهاية تاركاً خلفه عبرة لمن يعتبر: «دنيا وفيها كل إشى.. وكل من جاها مشى».


مواضيع متعلقة