حكاية إفّيه.. «طويل العمر يطوّل عمره ويزهزه عصره وينصره على من يعاديه.. هااااااى هىء»

01:45 ص | الخميس 09 مايو 2019

«طويل العمر، يطوّل عمره، ويزهزه عصره، وينصره على من يعاديه.. هاى هىء».. طقطوقة مديح تنطلق من فم «عسكرانى»، الياور الخاص لـ«مارينجوس الأول»، سلطان دولة «بورينجا»، بمجرد سماعه اسم السلطان فى أى وقت، وأى مكان. يزور السلطان مصر، ويقرّر الإقامة هو وياوره فى فندق «مينا هاوس»، حيث يعمل شيّال بسيط يُدعى «حسن»، صورة طبق الأصل من «مارينجوس»، مما يدفع الشرطة المصرية للاستعانة به ليحل محل السلطان، ريثما يتم القبض على جماعة إرهابية تخطط لاغتيال «عظمته»، مرة بالسم، ومرة بالمتفجرات، وأخيراً بمسدسات وأسلحة آلية. يوافق «حسن» بالطبع، إذ كيف يرفض شيال بسيط مثله أن يلبس كالسلطان ويقيم مكانه فى جناح خاص، وترافقه «الست نوال»، مضيفة من شركة السياحة، تحكى له حواديت قبل أن ينام على صوت «غسالة»، لكنه يصطدم بـ«عسكرانى»، ياور السلطان، الذى يحاول جاهداً ألا ينكشف أمر الشيال، فيمنعه من الانزلاق لصغائر الأمور: «سوأت سمعة عظمة السلطان يا صعلوك»، لكنه فى الوقت نفسه يتعاطف معه ويكشف له عن أسرار حساسة لدولة «بورينجا»، تتعلق بالراقصة «محاسن الصدف»، رفيقة السلطان، فيهمس له: «رقصت فى افتتاح الخط الجوى بين مصر وبورينجا، وباتت ليلة فى قصر عظمته».

عن السلطان وشبيهه والدويلة التافهة، أخرج فطين عبدالوهاب فيلمه الكوميدى الساخر «صاحب الجلالة»، عام 1963، كتب له السيناريو والحوار السيد بدير، معيداً بذلك إلى الذاكرة تيمة شهيرة لعبت عليها السينما العالمية، منذ فيلم «سجين زندا»، وانتقلت إلى السينما المصرية فى فيلم «سلامة فى خير»، غير أنها اكتسبت طعماً شديد الفكاهة فى طبعة «صاحب الجلالة»، التى لعب فيها أدوار البطولة «فريد شوقى»، و«سميرة أحمد»، و«فؤاد المهندس»، يظهر فى تصريح «حسن» متقمصاً شخصية السلطان «مارينجوس الأول» لأحد الصحفيين: «سلطنة بورينجا لا شرقية ولا غربية»، وإنما «دقهلية»، أما «عسكرانى» الذى يورّطه «حسن» فى خناقة «هايفة»، يجد نفسه مضطراً، لأن يحفظ لسلطانه ولبلاده هيبتهما، حتى لو داخل أحد المحلات الشعبية، فيقف وسط حرس السلطان الخاص، وهو يصيح كما ينبغى لياور عسكرى: «سلطنة بورينجا تعلن الحرب على محلات الكشرى.. هجوووووم».