«الوطن» تفتح ملف أهم فئات الطبقة المتوسطة.. المحامى (4)

«الوطن» تفتح ملف أهم فئات الطبقة المتوسطة.. المحامى (4)
- إصلاح التعليم
- المجتمع المصرى
- تطوير المناهج
- رجل الدين
- أخطاء
- أسئلة
- أستاذ
- إصلاح التعليم
- المجتمع المصرى
- تطوير المناهج
- رجل الدين
- أخطاء
- أسئلة
- أستاذ
تعب المجتمع كثيراً واجتهد السياسيون والحكام ليكون لمصر طبقة متوسطة، تصنع ريادتها وتدفعها إلى الأمام، تنهض بها وتحميها وتقود ثوراتها وتهبط حمماً على رؤوس غزاتها والطامعين فى خيرها ومجدها.
طبقة مصر المتوسطة هى أوسع شرائحها وأكثر طبقاتها تنوعاً وتعقيداً. هى المعلم والطبيب والمهندس والمحامى وأستاذ الجامعة.
وقد تمتد وتتسع لتشمل رجل الدين، مسلماً كان أم مسيحياً.
وبقدر ما حملت الطبقة المتوسطة «أمانة» المجتمع المصرى وحافظت عليها جيلاً وراء جيل.. بقدر ما كانت مسئولة مباشرة عن انهياراته السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية. عندما «تستنير» نتقدم، وعندما «ترتد» نتخلف.
متى تستنير؟.. عندما تكون لديها إجابات واضحة وحاسمة لأسئلة الواقع. عندما يكون تفكيرها علمياً. عندما يكون وجهها دائماً إلى الأمام.. ومتى ترتد؟.. عندما تلجأ إلى الخرافة والدروشة لتفسير الواقع. عندما تعطى ظهرها للعلم وتهرول نحو عفن الماضى وأضابير الكتب الصفراء المعتمة، بكل ما فيها من عفاريت وأشباح.
نحن هنا، فى هذه السلسلة من الملفات، لا نتناول الطبقة المتوسطة كـ«جسم» واحد، رأسه كذيله، وقمته كقاعه، وغنيه كفقيره، وفرده كنخبته، بل نتناول أصحاب المهن، كل على انفراد، وكما يقال «متصل منفصل». نحاكمهم دون إغفال بيئاتهم السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
نعرى تهافتهم وضحالة أغراضهم، لكننا نشفق عليهم فى الوقت ذاته، ونأسى على لحظاتهم المضيئة.. اللحظات التى كثيراً ما تجلت فى محن وكوارث. المعلم والطبيب والمهندس وغيرهم ليسوا معصومين من الخطأ والضعف. لكن أخطاءهم إذا زادت عن حدها تحولت إلى كوارث.
وإصلاح كل منظومة فى المجتمع ككل لا بد أن يبدأ بالمكون الرئيسى فيها.. إصلاح التعليم ليس فقط بكثرة المدارس أو تطوير المناهج، بل بإصلاح المعلم. وإصلاح حال الطب ليس فقط بعدد الأسرة وتنوع روشتة العلاج، بل بإصلاح حال الطبيب.
نحن لا ينقصنا شىء: لا موارد ولا خطط. ينقصنا فقط الإرادة والضمير والوازع الوطنى.