«التائبون».. قالوا إن قتلى الإخوان ليسوا شهداء لأنهم يدافعون عن «قصر رئيسهم»

«التائبون».. قالوا إن قتلى الإخوان ليسوا شهداء لأنهم يدافعون عن «قصر رئيسهم»
الفارق بين الجهاديين التائبين الذين يمثلهم نبيل نعيم، والإماميون، الذين يمثلهم سيد إمام، شاسعاً، إذ إن «نعيم»، أحد مؤسسى تنظيم الجهاد فى مصر، لا يكف عن دعوته إلى وقف المواجهات المسلحة، ورفضه كل أشكال العنف، بل رفض تصرفاتهم السابقة من تكفير الحكومات ومواجهة الدولة، بينما لا يكف «إمام» عن إطلاقه التكفير لكل من خالف نهجه التكفيرى، حتى إنه قال فى موقعه «الظاهرون على الحق» إن قتلى الإخوان أمام «الاتحادية» كفار، وليسوا شهداءً، لأنهم قتلوا دفاعاً عن قصر رئيسهم الكافر، حسب وصفه، رغم أنه هو من أطلق «وثيقة ترشيد الفكر الجهادى» داخل سجون الرئيس الأسبق حسنى مبارك، وعاد لينقلب عليها عقب ثورة يناير.
يعتبر نبيل نعيم، الممثل الحصرى الكبير للجهاديين التائبين، الذى تشكلت نواة مراجعة التيار الجهادى الأولى على يديه، وكان معه أنور عكاشة، وانضم إليهما فيما بعد، سيد إمام، المنظر الأول للجهاديين؛ ورغم أنّ كلاً منهم كان له منطلق يختلف عن الآخر فى اتجاهه للمراجعة الفكرية، فإنهم اجتمعوا على ضرورة تصحيح الفكر والمسار حتى خرجت وثيقة ترشيد العمل الجهادى فى مصر والعالم.
اتهم البعض «نعيم» بأنّ دافعه كان أمنياً إرشادياً فيه قدر من العمالة، رغم أن تاريخه يؤكد أنه لم يتعاون مع الأمن أو يبِع أفكاره ومبادئه التى سجن من أجلها، لكنه رأى أن استخدام العنف وحمل السلاح لهما كلفة تحمّل بسببها الإسلاميون الكثير، مما تسبب فى خسائر للدعوة.
على المواجهة تقف مجموعة أخرى يقودها «سيد إمام» مرجع التيارات الجهادية فى العالم، وبخاصة تنظيم القاعدة، فهو بمثابة المنظر الأول للعنف بعد سيد قطب، فى العصر الحديث. كتب «إمام»: «الهادى فى سبيل الرشاد، والعمدة فى إعداد العدة، والجامع فى طلب العلم الشريف»، وغيرها من البحوث، كانت بمثابة المرجعية الفكرية للتيارات الجهادية فى مصر وغيرها، وربما هناك ربط بين شلالات الدماء التى جرت فى دول كثيرة مثل الجزائر، وبين ما ورد فى هذه الكتب التى طبق الجهاديون ما فيها، إعلاءً لكلمة الله وتطبيقاً لمفاهيم الجهاد فى سبيله.
حدثت خلافات عامة دفعت الكثير من التيارات الجهادية لرفض المراجعات، لمجرد أنّ «إمام»، كان صاحبها، وهذه الخلافات شخصية ونفسية فى المقام الأول، ورغم أنّ هؤلاء كانوا شركاء فى حمل السلاح، فإنها تحوّلت العلاقة إلى عداء صريح، وبعضهم كفّر الآخر، وأفتى بخروجه من الملة.
هيّأت ظروف ثورة 25 يناير 2011، المناخ لخروج بقية المجموعات الأخرى التى قضت فترة سجنها ولم توافق على الوثيقة الإمامية، وظلت ثابتة على أفكارها، ومنهم أحمد سلامة مبروك ومحمد الأسوانى ومجدى سالم، ومجموعات متنوعة لتنظيم «الوعد» و«جند الله»، وخرج فى المقابل «سيد إمام» الذى أطلق أحكام التكفير، على كل الحكام منذ محمد على وحتى عهدنا هذا. وقال فى رسائل لتلاميذه، إن الناس هم من يجعلون من أنفسهم كفاراً بأفعالهم وأقوالهم وعدم تطبيقهم الدين.
خطورة ما يقدّمه الإماميون، ليس فى موقفهم من السياسية والإسلامية على السواء، لكن الجديد فى الموضوع هو إطلاق أحكام الردة عليهم، وهى فى أدبيات سيد إمام الشريف، أخطر من الكفر الأصلى.
أخبار متعلقة
أتباع «القاعدة».. مجموعات «متفرقة» تحافظ على «العنف»
«الوطن» تكشف «الغموض» بعد «25 يناير»: تغييرات ومراجعات.. ومحاولات لنبذ العنف
«الإماميون».. تكفير الجميع وإيقاف العمل المسلح
«الكامنون».. «انتشار» و«توغل» فـ«ضربة شاملة»
«الطليعة المجاهدة».. تكفّر الحاكم والقضاء.. وتقاوم
المجتمع بـ«اللسان والسنان»
جهاديو الإسكندرية.. «الاختراق السلفى» للمجتمع
التنظيمات «الغزاوية».. عندما يكون الهدف «تفجير مصر»
جهاديو بنى سويف: العودة للقتل دفاعاً عن الرئيس «المعزول»
«التكفير والهجرة».. «مفرخة» خوارج العصر الحديث
جماعة محمد خليل.. تكفير المجتمع «واجب»