التنظيمات «الغزاوية».. عندما يكون الهدف «تفجير مصر»

التنظيمات «الغزاوية».. عندما يكون الهدف «تفجير مصر»
تماهت جماعات غزة وسيناء التكفيرية، وتداخلت مع بعضها البعض، بل وتماثل بعضها مع تنظيم «القاعدة» عقائدياً، وأصبح هدفهم الأوحد هو «تفجير مصر»، ومنها لجان المقاومة الشعبية «كتائب الناصر صلاح الدين»، ومؤسسها جمال أبوسهدانة، ثم تنظيم جيش الإسلام بقيادة ممتاز دغمش، ومجلس شورى المجاهدين «أكناف بيت المقدس»، وأخيراً تنظيم جيش الأمة بقيادة أبى النور المقدسى الذى قتلته حماس فى مسجد ابن تيمية فى رفح.
حين قارب عام 1997 على الانتهاء، كانت الجماعة السلفية الدعوية، «أهل السنة والجماعة» قد نشأت فى سيناء، ومنها تفرّعت خلايا الجماعات الجهادية، حتى وُجدت منها جماعات منظمة، بدأت خطواتها الأولى. وانتشرت جماعات غزة بامتداد منطقة الشريط الحدودى، خصوصاً مدينتى رفح والشيخ زويد الأقرب للحدود مع إسرائيل، وانقسمت إلى 4 تصنيفات تبدأ بـ«الجماعات السلفية»، أما «الجماعات الجهادية» فتأتى فى المرتبة الثانية من حيث حجم الانتشار، وهى التنظيمات التى ترفع راية الجهاد فى وجه إسرائيل، ومعظم أعضائها مرتبط فكرياً أو تنظيمياً بجماعات سيناوية، ويقتصر حمل السلاح فى عقيدتها على العدو الصهيونى القابع خلف الحدود، وليس استهداف قوات الأمن المصرية أو سواها.
وفى المرتبة الثالثة تأتى «الجماعات التكفيرية» التى تنتهج فكراً متشدداً يقوم على مبدأ الجهاد ضد الكفار، ويندرج فى هذا التصنيف كل من لا يقيم شرع الله، وتتركز هذه الجماعات فى المنطقة الحدودية، خصوصاً مركزى رفح والشيخ زويد، إضافة إلى منطقة الوسط. وظهر تنظيم مجلس شورى المجاهدين «أكناف بيت المقدس»، وهو تنظيم جهادى سلفى، يسعى فى المقام الأول إلى مقاتلة إسرائيل فقط بعدد من الوسائل، منها تفجير خطوط الغاز المتجهة إليها، وإطلاق الصواريخ عليها من داخل سيناء، ويتكون من مصريين وفلسطينيين، كما ظهر تنظيم «أنصار الإسلام» الذى أطلقوا عليه تنظيم «جلجلت». يضم هذا التنظيم عناصر فلسطينية مسلّحة بسيناء، تمكنت فى الفترة الأخيرة من تطوير تكتيكاتها بشكل ملحوظ، حتى وصلت إلى إتقان العمليات التفجيرية بالسيارات المفخخة، والأساليب الانتحارية، ودأبت «بيت المقدس» على إطلاق اسم «الغزوة» على عملياتها الإرهابية، كما جاء فى بيان لها عقب استهداف اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية، قبل أسابيع، تماماً مثلما تُسمّى عملياتها ضدّ الكيان الصهيونى. كانت «بيت المقدس»، أعلنت عن نفسها بشكل رسمى عقب ثورة يناير، عبر انضمام عناصر فلسطينية -تسلّلت من قطاع غزة- تطلق على نفسها اسم «أنصار بيت المقدس»، إلى العناصر التكفيرية بجماعة «التوحيد والجهاد» بسيناء، والاندماج فى كيان واحد توافقوا على تسميته جماعة «أنصار بيت المقدس»، التى كان أول ظهور لها عبر تبنّيها تفجير خط غاز العريش، الذى يغذى إسرائيل بالغاز الطبيعى المصرى خلال عام 2011، ثم عادت فى 20 نوفمبر 2012 لتتبنّى إطلاق صاروخ جديد على مدينة «إيلات» الإسرائيلية، ونشرت وقتها مقطعاً مصوّراً يشرح كيفية تنفيذ العملية، وخلال عام 2013 عادت إلى قصف مدينة «إيلات» الإسرائيلية بصاروخين، استهدفا مدينة سكنية، ومخزناً للوقود.
بدا واضحاً، أن الجماعة تقصر عملياتها على العدو الإسرائيلى، حتى سقط الرئيس المعزول «محمد مرسى» وتمّ القضاء على نظام حكم الإخوان المحظور قانوناً، فى 3 يوليو الماضى، فغيّرت الجماعة بوصلة عملياتها نحو أهداف فى الأراضى المصرية، فاستهدفت الأكمنة الأمنية، والمؤسسات الشرطية فى سيناء، وطوّرت من أساليبها، فتدرّبت -بالتنسيق مع حركة حماس، الفرع الفلسطينى للإخوان- على استخدام الأساليب الانتحارية، والسيارات المفخّخة، وتفجير العبوات الناسفة عن بُعد.
«أنصار بيت المقدس» توجد على الشريط الحدودى بين مصر وغزة، فى مدينتى رفح والشيخ زويّد، لا سيما فى قرى: المقاطعة، المهدية والظهير، جنوب الشيخ زويد، وهى القرى التى استهدفتها قوات الجيش مؤخراً، كما أن لها تمركزاً -وإن كان بأعداد قليلة- فى وسط سيناء، ولا تزيد أعدادها على 750 فرداً فقط، منهم نحو 150 عنصراً فلسطينياً تلقوا تدريبات عسكرية متطورة، من خلال حركة حماس، وتسللوا إلى مصر عبر الأنفاق، هرباً من الملاحقات عقب ثورة يناير، إلى جانب 600 عنصر آخرين تابعين لما يسمى جماعة «التوحيد والجهاد» بسيناء، التى كانت تعتمد فى عملياتها على أسلوب الهجوم المسلح المباشر، قبل أن تطور خططها بعد الانضمام إلى العناصر الفلسطينية، وتشكيل جماعة «أنصار بيت المقدس»، ليحدث تطور كبير فى تكتيكها المسلح، بدأ بإطلاق الصواريخ، وانتهى بالتفجير عن بُعد.
ظهر اسم جماعة «أنصار بيت المقدس» للمرة الأولى، خلال العام الماضى، وتحديداً يوم 25 يوليو 2012، وقت أن أعلنت مسئوليتها عن عملية تفجير خطّ الغاز المصرى فى سيناء، عبر «فيديو» بثّته على موقع «يوتيوب»، وظهر فى الفيديو بعض الملثّمين -المجهولين- يرتدون ملابس عسكرية، وبحوزتهم أسلحة ثقيلة، كما صور الفيديو عملية التفجير بالتفصيل، وكيفية الإعداد لها وتنفيذها.
أخبار متعلقة
أتباع «القاعدة».. مجموعات «متفرقة» تحافظ على «العنف»
«الوطن» تكشف «الغموض» بعد «25 يناير»: تغييرات ومراجعات.. ومحاولات لنبذ العنف
«الإماميون».. تكفير الجميع وإيقاف العمل المسلح
«الكامنون».. «انتشار» و«توغل» فـ«ضربة شاملة»
«الطليعة المجاهدة».. تكفّر الحاكم والقضاء.. وتقاوم
المجتمع بـ«اللسان والسنان»
جهاديو الإسكندرية.. «الاختراق السلفى» للمجتمع
جهاديو بنى سويف: العودة للقتل دفاعاً عن الرئيس «المعزول»
«التكفير والهجرة».. «مفرخة» خوارج العصر الحديث
«التائبون».. قالوا إن قتلى الإخوان ليسوا شهداء لأنهم يدافعون عن «قصر رئيسهم»
جماعة محمد خليل.. تكفير المجتمع «واجب»