جهاديو بنى سويف: العودة للقتل دفاعاً عن الرئيس «المعزول»

كتب: صلاح الدين حسن وماهر فرغلي

جهاديو بنى سويف: العودة للقتل دفاعاً عن الرئيس «المعزول»

جهاديو بنى سويف: العودة للقتل دفاعاً عن الرئيس «المعزول»

فى منتصف السبعينات من القرن الماضى، شكّل محمد سعد زغلول خلية جهادية ضمت ما يقرب من 100 عضو، كان من بينهم أحمد يوسف، ومجدى كمال، القياديان اللذان انشقا بعد ذلك عن الجماعة الإسلامية، ومن هنا بدأت خلية بنى سويف الجهادية التى اندمجت بعد ذلك فى خلية أكبر منها فى المعادى بقيادة طارق زكى، الذى ألقى القبض عليه فى أحداث 1981، ثم انضمت هذه الخلية فيما بعد للجماعة الإسلامية. وفى عام 1984 وبعد خروج غالبية الجهاديين والجماعة الإسلامية من السجون، تفجرت الخلافات بين خلية بنى سويف والجماعة الإسلامية الأم، بسبب قضية إشكالية طالما شغلت الجماعات الجهادية، وهى قضية «العذر بالجهل» ففى حين كانت تعذر الجماعة الإسلامية من يجهل حقيقة قضية الحكم بما أنزل الله ومساندة الحكام الطواغيت وأجهزتهم ومؤسساتهم، رفضت خلية بنى سويف القديمة ذلك فاعتبرتهم الجماعة الإسلامية أقرب لفكر الجهاد منهم لفكر الجماعة الإسلامية ودفعوا بشيخهم عمر عبدالرحمن كى يثبت شرعيا لمجموعة بنى سويف أنهم على خطأ، لكنهم لم يقتنعوا بفتوى الشيخ وآرائه وانشقوا عن الجماعة واتخذوا المسمى نفسه وعملوا تحت لوائه. وفى عام 85 حدثت خلافات حادة بين أحمد يوسف ومجدى كمال وبين قيادى آخر فى التنظيم يدعى «حسام البطوجى» على أثرها تم اتهام الأخير بأنه ارتكب خطايا أخلاقية فقتلوه وسحلوه فى شوارع بنى سويف، وبعدها اكتشفوا أنه لم يرتكب ذلك وأنهم قتلوه ظلما، ونجح مجدى كمال فى الهروب لخارج البلاد، والالتحاق بعد ذلك بتنظيم القاعدة حتى أصبح «رجل بن لادن الأول»، لكن أحمد يوسف كان قد سقط فى أيدى أجهزة الأمن. وفى حين دخلت الجماعة الإسلامية فى المراجعات الفكرية رفضها جهاديو بنى سويف، وبعد الثورة خرجت قياداتهم من السجون وعاد مجدى كمال من الخارج وظلوا فى وضعيتهم كتنظيم مستقل عن الجماعة الإسلامية، إلا أن هذا التنظيم وقياداته فاجأوا الجميع برفعهم الرايات السوداء قبل ثورة 30 يونيو، وأطلقوا الأسلحة النارية على المتظاهرين فى بنى سويف ما أدى لمقتل وإصابة العشرات. كان التنظيم قد دخل فى تحالف مع تنظيم الإخوان بعد الثورة وقدموا دعمهم للجماعة فى الانتخابات البرلمانية والرئاسية ما جعل التنظيم فى حالة ارتباك وهياج، ما دفعه إلى التورط فى أعمال العنف مؤخرا. وأعلنت مديرية أمن بنى سويف عن أن أحمد يوسف مطلوب للعدالة فى واقعة إطلاق أعضاء الجماعة الإسلامية والجهاديين النار على تظاهرة لقوى 30 يونيو بميدان الشهداء بمدينة بنى سويف، المطالبة برحيل «مرسى» ونظامه، ما أدى إلى إصابة أكثر من 34 متظاهراً بطلقات خرطوش. أحمد يوسف جماعة محمد خليل.. تكفير المجتمع «واجب» التوحيد والجهاد «أم التنظيمات» التكفيرية فى سيناء.. وأخطرها هاجر إلى السودان بعد ثورة يناير واختبأ فى مكان مجهول.. وكفّّر «الظواهرى» وأنصاره والمجتمع فى ميدان التحرير وأثناء ثورة 25 يناير، ظهرت «السلفية الجهادية» برايتها السوداء خلف مسجد عمر مكرم، كان من بين هؤلاء محمد خليل، الذى ظهر فى بداية الأمر كأحد قادة السلفية الجهادية الذى يلتف حوله عدد لا بأس به من الأنصار، وبعد إعلان الرئيس الأسبق حسنى مبارك عن تنحيه دبت الخلافات بين «خليل» وغالبية الفصائل الجهادية، بعد أن صرح بوجوب تكفير المجتمع الذى يرتضى الحكم بغير ما أنزل الله على العموم، دون تفصيل فى ذلك. طار بعدها «خليل» إلى السودان ومعه أتباعه وأقام هناك فى مكان غير معلوم، وبدأ فى إصدار سلسلة من التسجيلات الصوتية التى بدأها برواية قصته مع والدته التى قال إنها هاتفته بعد سفره إلى السودان، وأخبرته أنها غير مهتمة بقضية التكفير، طالما أنها تشهد أن لا إله إلا الله وتصلى وتصوم وتؤدى الزكاة إلى أن تلقى الله. ويُعرب «خليل» فى تسجيله أن ما قالته «والدته» قد أساءه كثيراً، ولذلك فهو يؤكد لها أن صلاتها وزكاتها وحجها لن تنفعها، لأنها «كافرة»، و«أبوجهل» كان يحج ويتصدق وكان من وجهاء القوم وكان فيه بقية من دين «إبراهيم»، لكنه كان من «الطواغيت» الذين يدعون إلى عبادة الأصنام، ولذا فلن تنفعها تلك العبادة، وأما طاغوت العصر فهو القوانين الوضعية التى تتحاكم إلى غير شرع الله، وأن كل من يرتضى ذلك ويسكت عليه فهو خادم للطاغوت. بعدها، أفتى بتكفير معظم قيادات «السلفية الجهادية» فى مصر بسبب ما أرجعه إلى أن هذه القيادات لا تكفّر المجتمعات التى ترضى بتطبيق غير شرع الله. واعتبر أن رموز الدعوة السلفية الجهادية «كفار»، ومنهم محمد الظواهرى ومرجان سالم الجوهرى وداود خيرت وأبوعياض التونسى وهانى السباعى وطارق عبدالحليم وإسماعيل جاد وعمر رفاعى سرور وبعض مشايخ المملكة العربية السعودية كالشيخ عبدالعزيز بن باز وابن عثيمين. من جانبها، أعلنت «السلفية الجهادية» فى مصر الحرب بعدها على «خليل» وأعوانه وأهدر عدد من ناشطى «السلفية الجهادية» دمه، واشتعلت السجالات بين المجموعة التى يقودها «خليل» والمجموعات التى يتزعمها محمد الظواهرى، على صفحات الإنترنت وعلى موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك» بعدما أنشأ «خليل» عدة صفحات لمهاجمة رموز «الجهادية» وتكفيرهم، منها صفحة بعنوان «فضح الطواغيت والمناهج المنحرفة»، وقابلت ذلك المجموعات الجهادية المناوئة لها بإنشاء صفحات بعنوان «فضح الضال الضليل محمد خليل»، التى نشرت صوراً ساخرة مركبة «فوتوشوب» لـ«خليل» فى شكل خنزير. وأعلن «خليل»، عن عزمه تشكيل مجموعة جهادية جديدة لاعتباره أن الجهاديين والسلفية الجهادية و«القاعدة» انحرفوا عن ثوابتهم بعد عامين من ثورة يناير، معتبراً أن الرئيس المعزول محمد مرسى حينها «مرتد يجب خلعه وقتاله». ظن البعض أن تنظيم التوحيد والجهاد كاد يندثر بعد اعتقالات طالت نحو ٢٠٠٠ من عناصره، ادعوا أنهم لم يكونوا يكفّرون المجتمع، لكنهم كفّروا النظام الحاكم فقط، وبعد أن زُج بهم فى السجون تردد أن عددا لا بأس به من تنظيمهم قد تراجع عن أفكاره التكفيرية. يُعد تنظيم «التوحيد والجهاد» من أقدم وأخطر الجماعات المسلحة فى سيناء، بعد أن انشق عن الجماعة السلفية الدعوية، فى نهاية عام 1997 بقيادة خالد مساعد وخميس الملاحى، وكانت عملية طابا فى عام 2004 من أبرز عملياته، التى نفذها شاب فلسطينى بالعريش، يدعى إياد أبوصالح. وفى عام 2006، نفذت جماعة «التوحيد والجهاد» عملية شرم الشيخ، وثبت أنه تم تدريب منفذها فى منطقة «دير البلح» بغزة، واعتقلت مصر حينها أيمن أبونوفل، من قادة «عز الدين القسام»، واتهمته بأنه وراء تنفيذ العملية، إلى أن تم تهريبه بعد الثورة؛ حيث ظل فى أسيوط لمدة يومين، ثم تم تهريبه من أسيوط إلى سيناء ثم غزة عبر الأنفاق. قيل إن هذا التنظيم هو من نفذ عملية خطف الجنود السبعة، تحت قيادة الجهادى هانى أبوشيتة، شقيق الجهادى حمادة أبوشيتة المحكوم عليه بالإعدام فى قضية تفجيرات طابا، وعلى قسم شرطة العريش الذى راح ضحيته 5 من أفراد الشرطة ومدنى واحد عام 2011، وذلك لإجبار الحكومة على إطلاق سراح شقيقه المحبوس حالياً على ذمة القضية. كما تشير مصادر سيناوية إلى أن هناك ارتباطا شديدا بين جماعة التوحيد والجهاد الموجودة حالياً بسيناء، وهى جماعة مصرية خالصة جميع عناصرها من أهالى سيناء، وجماعة أنصار الإسلام، الفلسطينية. وفرَّ أكثر من 900 عنصر جهادى من أعضائها إلى سيناء خوفاً من الملاحقة الأمنية وهناك كوّنوا جماعة موسعة نجحت فى استقطاب أكثر من 300 عنصر جهادى من عناصر سيناء من بينهم عناصر من حركة حماس وكتائب عز الدين القسام وتنظيم الأقصى وشورى المجاهدين. وتتمركز فى عدة مناطق، حتى يصعب على الجهات الرسمية ملاحقتها، وأولى هذه المناطق «رفح»، وهى المسئولة عن العملية الجهادية الخطيرة التى قامت فيها باغتيال 16 ضابطاً وجندياً مصرياً وإصابة 7 آخرين، أثناء تناول إفطارهم فى شهر رمضان قبل الماضى، فضلا عن وجودهم فى مناطق طابا والعريش وجبل الحلال، وتضم أكثر من 3000 جهادى مسلح وتمتلك جميع أنواع الأسلحة الثقيلة بما فيها منصات الصواريخ ومضادات المدفعية الثقيلة فضلاً عن البنادق الآلية المتقدمة جداً. أخبار متعلقة أتباع «القاعدة».. مجموعات «متفرقة» تحافظ على «العنف» «الوطن» تكشف «الغموض» بعد «25 يناير»: تغييرات ومراجعات.. ومحاولات لنبذ العنف «الإماميون».. تكفير الجميع وإيقاف العمل المسلح «الكامنون».. «انتشار» و«توغل» فـ«ضربة شاملة» «الطليعة المجاهدة».. تكفّر الحاكم والقضاء.. وتقاوم المجتمع بـ«اللسان والسنان» جهاديو الإسكندرية.. «الاختراق السلفى» للمجتمع التنظيمات «الغزاوية».. عندما يكون الهدف «تفجير مصر» «التكفير والهجرة».. «مفرخة» خوارج العصر الحديث «التائبون».. قالوا إن قتلى الإخوان ليسوا شهداء لأنهم يدافعون عن «قصر رئيسهم» جماعة محمد خليل.. تكفير المجتمع «واجب»