د. أحمد يونس: الرئاسة محسومة.. والشعب لن يقبل ديكتاتوراً جديداً

د. أحمد يونس: الرئاسة محسومة.. والشعب لن يقبل ديكتاتوراً جديداً
أصبح الرجل الأكثر شعبية فى مصر بعد 3 يوليو، بعد أن كان مجرد قائد عام للقوات المسلحة، البعض يرى أن ترشح «السيسى» للرئاسة أصبح مطلباً شعبياً لا بد أن يرضخ له، وفريق آخر يقول إن مصر تحتاج إلى رئيس مدنى، وكفى حكم رجال العسكر. لكن السؤال: هل تحول «السيسى» من ضابط جيش أو وزير دفاع إلى بطل شعبى؟ الدكتور أحمد يونس، الكاتب المتخصص فى أدب الأساطير الشعبية، يجيب عن السؤال وأسئلة أخرى فى حوار لـ«الوطن».[FirstQuote]
■ هل تحول «السيسى» إلى بطل شعبى أسطورى؟
- نعم، أصبح بطلاً شعبياً على الطريقة العصرية، لأن الشعب كان يبحث عن بطل، فى زمن خلا من الأبطال، لا سيما بعد حكم «مرسى»، ذى الشخصية الضعيفة، ومن قبله «مبارك» الذى لم يحب الشعب، كل هذه أسباب جعلت من «السيسى» بطلاً شعبياً وأسطورة.
■ هل تتوقع أن يترشح «السيسى» للرئاسة بضغوط شعبية؟
- لا أعلم.. لكن إذا وافق على الترشح فأرجو منه أن يخلع زى الأسطورة الشعبية أو السيرة أو الملحمة، ويصبح موظفاً عمومياً. صحيح سيكون أكبر موظف عمومى فى مصر، لكن وقتها سنحتاج إلى شخص غير مُنزَّه عن الخطأ، وإنما يخطئ فى أضيق الحدود عن غير قصد. لا يوجد رئيس أو قائد لا يخطئ ولا نخاف منه، فالشعب المصرى فى الفترة الحالية يحتاج إلى رئيس إنسان وليس ملاكاً، لا نغنّى له كثيراً أو نمدحه كثيراً، وأنا أثق أن المصريين لن يقعوا فى أخطاء الماضى بعد أن أسقطوا نظامين فى 3 أعوام.
■ هل أصبح «السيسى» يعيش فى دور الأسطورة؟
- أعتقد أن مقاومة هذه الأسطورة صعبة جداً، لكننى أتصور أن «السيسى» يعرف طبيعة اللحظة جيداً، ويدرك أن الشعب لا يريد إلهاً أو نصف إله أو أشخاصاً خرافيين، إنما يريد رئيساً يحب شعبه، وهذا هو العامل الأساسى فى تحوّل «السيسى» إلى أسطورة، بعد أن استشعر المصريون أنه يحبهم ويحب الوطن وانحاز لهم، رغم أنه كان فى وضع السلطة باعتباره وزيراً للدفاع عيَّنه «مرسى».[SecondImage]
■ هل يصلح «السيسى» لقيادة مصر من وجهة نظرك؟
- ليس بالضرورة أن يكون رئيساً ناجحاً لمصر مثلما هو قائد جيش ناجح، لكن تدخله فى الوقت المناسب لتلبية رغبة الشعب المصرى بضرورة إنهاء حكم الإخوان كان بمثابة منع كارثة عن مصر، لأن الإخوان لو استمروا فى الحكم كانوا سيحكمون 500 عام، ويزوّرون الانتخابات ويقسمون الوطن ويبيعونه، فـ«السيسى» لم يحقق حلم المصريين فقط وإنما حمى مصر من كارثة كانت ستلقى بها فى القرون الوسطى، لذا يعتبره الشعب منقذاً، دخل عمارة مشتعلة أطفأ نارها وأنقذ سكانها من الموت حرقاً.
■ لكن «السيسى» أعلن أكثر من مرة أنه لا يفكر فى الترشح للرئاسة، ومع ذلك هناك ضغوط وحملات مثل «كمّل جميلك» تطالبه بالترشح؟
- أنا شايف إن إحنا بنتكلم فيما يجب ألا نتكلم فيه فى الوقت الحالى، ونسكت عما يجب أن نتكلم فيه، إحنا سايبين الدستور الذى هو أهم شىء فى الوقت الحالى، وهو الذى سيحدد مستقبل الدولة فى الفترة القادمة، ونتحدث عن انتخابات الرئاسة التى لا نعلم متى سيكون أوانها، فالأهم فى الوقت الحالى أن نكتب دستوراً ديمقراطياً مدنياً، حتى لا نخاف من أى رئيس قادم، ولا بد من تحريم رجوع الفاشية فى الدستور، مثلما هو موجود فى دساتير ألمانيا وفرنسا وإيطاليا.
■ هل سيكون هناك تعدد فى الاختيارات عند المصريين فى انتخابات الرئاسة القادمة، أم إن «السيسى» هو رجل المرحلة بلا منافس؟
- عندما يأتى موعد الانتخابات سنعلم هل سيكون هناك اختيارات أم لا، وإذا قرر «السيسى» بشكل قاطع عدم ترشيح نفسه، فالجيش عليه مهمتان أساسيتان، الأولى حماية الوطن وأمنه من الإرهاب والأخطار الخارجية، والمهمة الثانية هى الحفاظ على مدنية الدولة والنظام الديمقراطى الجمهورى، وكونه وزير الدفاع يجعله المسئول الأول فى الجيش عن هاتين المهمتين.
■ أنت حريص جداً على مدنية الدولة، فهل تؤيد ترشح رجل عسكرى للرئاسة مثل «السيسى»؟
- لا أعتقد ذلك، لأن «السيسى» عندما يصبح رئيساً لمصر سيكون مدنياً، وأمريكا فى وقت من الأوقات احتاجت إلى «إيزنهاور»، وفرنسا احتاجت إلى «ديجول»، فهناك أوقات تمر على الأوطان تحتاج إلى «عسكرى» يجيد التعامل مع المدنيين بديمقراطية.
■ إذن «السيسى» هو رجل المرحلة؟
- ممكن جداً، لكن المؤكد أن الشعب المصرى مايتخافش عليه بعد ثورة يناير، ولن يقبل بأى ديكتاتور قادم، والدستور الجديد يجب أن ينظم اختصاصات رئيس الجمهورية بشكل يضمن الديمقراطية وتداوُل السلطة.
■ هل هناك تشابه بين «السيسى» و«عبدالناصر»؟
- نعم، «السيسى» يشبه «عبدالناصر» فى الحرص على التحرر الوطنى، وهو قام بمخاطرة عندما عزل «مرسى»، لأنه كان يعلم جيداً أن أمريكا والقوى الخارجية الكبرى معترضة على الإطاحة به، نحن نريد من «السيسى» أن يكون «عبدالناصر ديمقراطياً»، يؤمن بحقوق الإنسان ويأخذ نفس مواقف «عبدالناصر»، ويقف فى وجه أمريكا وحلفائها.
■ هل يستطيع «السيسى» الذى تربى طوال حياته فى الجيش أن ينفذ الأوامر والتعليمات دون مناقشة وأن يكون ديمقراطياً؟
- ممكن طبعاً، والدليل شارل ديجول، القائد الفرنسى العظيم، فعندما علم أن الشعب لا يريد قراراته قرر إجراء استفتاء وبعدها تنحى، عندما استشعر أن قطاعاً كبيراً من الشعب لا يريده حاكماً لفرنسا.. فليس كل عسكرى حاكم ديكتاتوراً ومستبداً.
■ هناك قطاع يصف مؤيدى ترشح «السيسى» لرئاسة مصر بأنهم «لاحسى بيادة».. ما تعليقك؟
- أعتقد أن المتقدمين للرئاسة سيحددون توجهات التصويت، فإذا لم يجد الشعب رئيساً مدنياً يحظى بالقبول فسيتجه لـ«السيسى»، الذى أتصور أنه إذا أراد أن يحكم مصر سيحكمها، لأن مسألة التصويت له محسومة ويتبقى عليه أن يحسم هو قراره.
أخبار متعلقة :
«الوطن» تكشف أهم الأفكار والقضايا المسيطرة على عقل السيسي بتحليل 24 ألف كلمة ألقاها فى 11 خطاباً
«زميل مخابرات»: تعامله مع الإدارة الأمريكية يؤكد حبه لـ«عبدالناصر»
طارق الخولي: «السيسي» «ناصر جديد» وصاحب ابتسامة محيرة
الجنرال بين زعيمين نصفه «ناصر» ونصفه «سادات»
سيناريوهات المصير .. كذب الأمريكان ولو صدفوا
أستاذه في كلية الحرب الأمريكية: باختصار السيسي صاحب مبادئ
«السيسى»بعيون أمريكية:«إخوانى» قبل «30 يونيو».. و«جنرال صادم» بعدها
نبيل نعيم: «السيسي» جندى يضعه الشعب حيث يشاء
السلفيون: «السيسي» زعيم.. أو انقلابى ولا ثالث لهما
«الإخوان»: فليترشح«السيسي».. ليتأكد الجميع أن «30 يونيو» كانت انقلاباً وليست ثورة
د. هدى زكريا: يملك «باسوورد» المصريين.. وشعبيته من كونه يمثل «الضمير الجمعى»
د. أحمد عكاشة: «السيسى» سيستقيل من الرئاسة لو فشل
عامل بمعهد السكر:«لو قابلت السيسي هبوس دماغه وأقوله شكراً»
مواقع التواصل: الهجوم خير وسيلة للدفاع
سياسيون: إذا امتنع«السيسي»عن الترشح سيصاب الشباب«بإحباط شديد».. لكن مصر ستخطو نحو ديمقراطية حقيقية
سياسيون وصحفيون: رؤية واضحة لإدارة البلاد.. ومشروع قومى يلتف حوله المصريون في حالة حكم «السيسي» لمصر