في رحاب القدس| "حائط البراق".. شاهد على الصراع

كتب: محمد علي حسن

في رحاب القدس| "حائط البراق".. شاهد على الصراع

في رحاب القدس| "حائط البراق".. شاهد على الصراع

مثّل "حائط البراق"، والذي يعد وقفا إسلاميا، فصلًا داميًا من فصول الصراع "العربي - الإسرائيلي"، وقد ارتبط اسمه بـ"الإسراء والمعراج"، وهو الجدار الغربي للمسجد الأقصى المبارك ويبلغ سمكه مترا وطوله 140 مترا.

وعندما فتح المسلمون القدس في عهد عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، نصت "العُهدة العمرية" التي كتبها عمر لأهل القدس على ألا يسكنها أحد من اليهود، وذلك تنفيذا لرغبة البطريرك "صفرنيوس" الذي طلب ذلك من عمر عندما سلمه مفاتيح المدينة المقدسة، ومع مرور الأيام ونتيجة للتسامح الإسلامي لم يتشدد الحكام المسلمون في منع اليهود من زيارة القدس والسكن فيها، بل سمحوا لأعدادٍ قليلة بالدخول إلى القدس.

وعندما خلّص صلاح الدين مدينة القدس من أيدي الصليبيين عاد وسمح لليهود بدخولها والسكن فيها ليظهر التسامح الإسلامي في أبلغ صوره، وقد كانت مدينة القدس بعد الفتح الإسلامي مقصدًا لحفاظ القرآن ورواة الحديث، ما شجع الولاة والأعيان أن يخصصوا أوقافًا للصرف على هؤلاء القراء والحفاظ والعباد.

واعترف الخبير الإسرائيلي في شؤون الأماكن المقدسة في القدس، شموئيل بركوفيتس، بملكية المسلمين لحائط البراق، وقال في بحث نشره "معهد القدس الخاص للدراسات الإسرائيلية" في نوفمبر 1997: "إن الجدار تملكه قانونا دائرة الأوقاف الإسلامية التي ترعى المزارات المحيطة بالحائط في القدس القديمة، ونزعت إسرائيل ملكية الحي اليهودي في المدينة القديمة بعد الاستيلاء على القدس الشرقية في حرب 1967 ووسعت المنطقة المحيطة بالحائط".

بعد صدور "وعد بلفور" عام 1917، أغرى اليهود بأنهم سيمتلكون حائط البراق، وذهب حاييم وايزمان، رئيس المنظمة الصهيونية، بعد خمسة أشهر فقط من "الوعد المشؤوم" إلى فلسطين وكتب من هناك إلى وزير خارجية بريطانيا يطلب تسليم الحائط لليهود وإجلاء المغاربة نظير تعويض مالي، وقدم طلبا إلى مفتي القدس عن طريق الحاكم العسكري البريطاني يطلب شراء أرض الوقف المغربي، كما أرسل يهوديا مغربيا إلى ناظر الوقف المغربي يحاول إغراءه بالمال، وكان رد المفتي وناظر الوقف منطقيا: "الأرض وقف والوقف لا يباع" ثم أضاف أن هذا الوقف بالذات له مكانة عند المسلمين تجعل هذا الطلب مستحيلا.

واستمر الصراع على الحائط بين المسلمين واليهود حتى عام 1929، حين حاول مسلحون يهود تغيير الوضع الراهن فيما يتعلق بالحائط، وهو ما استفز المسلمين ونبههم إلى "الخطط الصهيونية"، فكانت "ثورة البراق"، واشتعلت الاضطرابات الدموية ووقعت صدامات في القدس وسائر أنحاء فلسطين انحازت فيها قوى الأمن والجيش البريطاني إلى جانب اليهود.

 

 


مواضيع متعلقة