في رحاب القدس| "طنطور فرعون".. حكاية ضريح يجاور قبر النبي زكريا

في رحاب القدس| "طنطور فرعون".. حكاية ضريح يجاور قبر النبي زكريا
- القدس
- طنطور فرعون
- رمضان القدس
- فلسطين
- في رحاب القدس
- رمضان 2018
- شهر رمضان
- القدس
- طنطور فرعون
- رمضان القدس
- فلسطين
- في رحاب القدس
- رمضان 2018
- شهر رمضان
منذ العصور الكنعانية لمدينة القدس وما بعدها، ساد اعتقاد بأن للمدينة صلة بين الحياتين الدنيا والآخرة. ومن هنا كان سكان المدينة يوصون بأن يدفنوا فيها بعد مماتهم، ولذلك كثرت القبور وتناثرت وتفاوتت ما بين قبر بسيط كتبت عليه نقوش وأسماء، وقبر كبير فخم يشهد على مكانة بانيه، ويعترف بكون "القدس جسرًا بين الحياتين"، وفقا لتقرير للمركز الفلسطيني للإعلام.
"طنطور فرعون"، أحد القبور الشهيرة في مدينة القدس، وبجانبه قبر زكريا وقبور بني حزير، فالمتطلع على المشهد من بعيد يرى قبور متجاورة في أسفل السفح الغربي للجزء الأخير الجنوبي من جبل الزيتون المقابل للجزء الشرقي من سور المسجد الأقصى والقدس.
ويقول الباحث في تاريخ القدس روبين أبو شمسية، للمركز الفلسطيني للإعلام، إن الضريح يقع بين تل الظهور الموجود جنوب المسجد الأقصى المبارك والسفح الشرقي لتل رأس العامود في وادي قـدرون أو وادي (ستنا مريم) كما يطلقون عليه، وترجع تسميته بـ"طنطور فرعون" ليشهد على مدى تأثر الفن المعماري المحلي بالفن المصري الفرعوني، والتناغم الذي واكب العصر اليوناني من حيث تمازج للثقافة المعمارية اليونانية والفرعونية.
وحسبما ورد عن علماء الآثار والدارسون فتعود هذه القبور إلى القرن الأول قبل الميلاد، أي آواخر الفترة اليونانية، حيث سادت مفاهيم التحضير للدفن بشكل يتوافق مع المكانة التي يحظى بها الميت أثناء حياته، ولذلك جاءت هذه القبور متفاوتة من حيث المبنى والشكل.
"مكعب أبعاده موحدة مقطوع من الصخر، ومنفصل عن الصخر المنقور فيه"، هو الشكل الخارجي للضريح، الذي يتساوى قياسه طولاً وعرضًا وعمقا 6.80 مترا، وارتفاعه نحو 12.80 مترا، وفي كل ركن من أركانه 4 أعمدة، يعلوها شريط زخرفي يوناني فوقه قبة مشيدة من حجارة متناسقة شكلت مجسمًا لزهرة الزنبق مفتوحة إلى السماء.
في السبعينيات ادّعى الاحتلال أن أحد القبور يخص "أبشالوم بن داود" مؤكدين أنه دفن هناك، إلا أن الأبحاث التي أجريت على يد قوات الاحتلال أنفسهم أثبتت أنه لم يكن لهذا الشخص أي علاقة بالمكان، لذلك أهملت بلدية الاحتلال هذه القبور، فلا توجد عليها حراسة، ولا ينالها نصيب من الترميم المستمر.
أبشالوم هو ابن سليمان، وحسبما جاء في المركز الفلسطيني للإعلام، فهو حسب الرواية التوراتية ثار على أبيه وانتهت حياته بالقتل في القرن العاشر قبل الميلاد، غير أن أكثر علماء الآثار أرجعوه إلى الفترة اليونانية وبالتحديد أواخر الفترة، أي القرن الأول قبل الميلاد.
ويظل حقيقة "طنطور فرعون" محيرًا لكثير من الباحثين من حيث بنائه ولمن يرجع، إلا أنه يبقى واحدًا من أهم مباني القبور التي تشهد على عظمة ومهارة الفن المعماري في ذلك الوقت في القدس.